وما كان أحد من الناس يشك بأن الأتابكى تمراز يتسلطن بعد الملك الأشرف قايتباى فإن الأتابكى تمراز كان يقرب إليه وكان من خيار الأمراء فى الدين والعقل والرأى وكان كفئا للسلطنة عارفا بأحوال المملكة ولكن كما قيل فى المعنى.
وكم فى العرش أرى من عروس … ولكن العروس الوقت ساعد
وما كان مستهل ذى الحجة من سنة إحدى وتسعمائة بقى الأتابكى تمراز إلى ثغر الإسكندرية قد تقدم ما جرى له حين يشبك فى باب السلسلة واستمر إلى أن توجهوا به ثغر الإسكندرية وهو مقيد بقيدين وخلفه أوجاقى بخنجر إلى أن ركب إلى البحر ورأى العرافة ومضى إلى السجن بثغر الإسكندرية، وفى عقيب ذلك حضر الأمير تانى بك قرا الاينالى وكان مسافرا إلى الحجاز فلما حضر قيدوه وأرسلوه إلى السجن بثغر الإسكندرية وما تم أمر الناصر وتقلده السلطنة مع على من يذكر من الأمراء وهم المقر السيفى قانصوه الشهير بخمسمائة أخلع عليه واستقر به أتابك العسكر بالديار المصرية عوضا عن الأتابكى تمراز الشمسى قريب المقام الشريف وأخلع على الأمير تانى بك الجمالى واستقر به أمير سلاح على عادته وأخلع على الأمير أزبك اليوسفى واستقر أمير مجلس على عادته وأخلع على الأمير كرتباى الأحمر كاشف البحيرة واستقر مقدم ألف. ولما حضر الأمير قانصوه الشامى وكان نائبا لحماة كما تقدم فلما حضر من حماة أخلع عليه واستقر رأس نوبة النواب وما حضر الأمير قانصوه الألفى وكان مسجونا بقلعة صفد فلما حضر أخلع عليه واستقر أمير أخور كبير وأخلع على الأمير جان بلاط من يشبك وقرر فى الدوادارية الكبرى عوضا عن الأمير آقبردى وأنعم على الأمير ماماى من أحد أمراء العشرة الدوادار بتقدمة ألف وأنعم على الأمير كسباى الدوادار الثانى بتقدمة ألف وأنعم على الأمير يشبك قمر بتقدمة ألف واستقر الأمير مصراباى الغور والى القاهرة وأنعم على جماعة كثيرة من الأمراء بتقادم ألوف وعلى جماعة منهم بأمريات أربعين وأمريات عشرة، وأما القضاة والمباشرون على حالهم كل أحد فى وظيفته واستمر الأمير آقبردى الدوادار مختفيا هو وجماعة كثيرة من الأمراء واستمر الأمر يمضى على السنين ثم كثر الكلام بين الأمراء والعسكر فعند ذلك أحضر السلطان المصحف العثمانى وطلع به إلى القلعة وحلف عليه سائر الأمراء والعسكر طبقة طبقة بأن يكون لكل حشداشين على بعضهم متفقين على فعل الخير والمعروف فحلفوا على ذلك. ثم إن السلطان نادى فى القاهرة بأن الأمراء الغباء يظهروا ولهم الأمان فظهر الأمير شادى بك