للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمير تمراز فشق ذلك عليه وحصل بينه وبين الأمير برقوق وتشاجرا بسبب سوار، نزل معه وأركن إليه فلم يسمع له برقوق شيئا فلما جرى ذلك قصد العسكر التوجه إلى نحو الديار المصرية وصحبتهم سوار وأقاربه وأخوته، فكان يوم دخوله إلى حلب مشهودا وكذلك فى الشام، وزينوا له زينة عظيمة فلما وصل العسكر إلى الديار المصرية زينت له زينة عظيمة ودقت البشائر وخرجت البيوت فى حذرها تنظر إلى سوار الذى يتم الأطفال ورمل النسوان، فدخل الأمراء والأمير يشبك الدوادار إلى القاهرة فى موكب عظيم وقدامهم سوار وهو راكب على فرس وعليه خلعة تماسيح مذهب على أسود وهو فى زنجير طويل ومشكول معه شخص من الأمراء العشراوات يسمى تنم الضبع من الظاهرية وقدام سوار أخوته وأقاربه وهم راكبون وفى أعناقهم جنازير، فلما طلعوا إلى القلعة ومثل سوار بين يدى السلطان فعاتبه عتابا لطيفا ثم أمر بتسليمه إلى الأمير يشبك من حيدر والى القاهرة، فلما تسلمه نزع الخلعة من عليه وأبقى عليه ماطلا أبيض فأركبوه على جمل وجعلوا فى عنقه جلجلا كبيرا وشمروا أخوته وأقاربه على جمال وهم عرايا ورؤوسهم مشقة والمشاغلية تنادى عليهم هذا أجر من يعصى على الملوك ونزلوا بهم من حوله وذلك فى يوم الاثنين ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وسبعين وثمانمائة فأقام سوار وأقاربه معلقين على باب زويلة يومين حتى دفن هو وأقاربه.

وكان سوار حسن الشكل مستدير الوجه أحمر اللون أسود اللحية أشهل العينين، طويل القامة ملئ ضخم وقد جاوز من العمر نحو الأربعين سنة. فلما مات سوار شق ذلك على الأمير تمراز قريب المقام الشريف لكون أن سوار ركن إليه ونزل معه من قلعة زمنطوا وكان قصده أن سوارا يسجن إلى ما تقتضيه الآراء الشريفة والذى فعله السلطان بسوار كان عين الصواب حتى يعتبر كل أحد فعند ذلك خمدت الفتن واطمأن الناس وفى ذلك يقول الشهاب المنصورى.

يا أيها الملك الذى سطواته … تغنى عن العسال والبتار

علق سوار فوق باب زويلة … إن كنت منه آخذا بالتار

فلأنت تعلم أن ذلك معصم … ما كنت تتركه بغير سوار

وقوله فى الأمير يشبك لما دخل إلى مصر ومعه سوار

منذ وافا الأمير يشبك مصرا … جندا مصر موطن الأوطار

<<  <   >  >>