للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لبست حجل نيلها وتحلى … زندبابى زويلة بسوار

ثم أقامت الناس هادئة من الفتن أوائل سنة ثمان وتسعين فجاءت الأخبار بأن حسن بك الطويل ملك العراقيين قد تحرك على بلاد السلطان ووصل أوائل عسكره إلى البيرة وأن نائب البيرة محاصر معهم فاضطربت أحوال الديار المصرية ونادى السلطان للعسكر بالعرض، فكان الأمر كما قال القائل:

سلوت جلوس إنسان تقبل … فجاءنا آخر من ذاك أثقل

فكنت كمن شكى الطاعون يوما … فجاء على الطاعون دمل

ثم إن السلطان عين الأمير يشبك الدوادار ومعه جماعة من الأمراء المقدمين والأمراء العشراوات والمماليك السلطانية فخرجوا إليهم واتقعوا معهم على البيرة وقعة عظيمة فقتل بها من الأمراء العشروات شخص يسمى قرقماس العلاى أمير خوار رابع وبعض مماليك سلطان ثم جاليس حسن الطويل انكسر وهرب ورجع إلى بلاده وكان له رعب قوى فى قلوب الناس ولكن أخذله الله تعالى ورجع إلى بلاده فعند ذلك قصد العسكر المصرى الرجوع إلى القاهرة فرجعوا إليها فى أثناء سنة ثمان وسبعين وثمانمائة وقد انتصر العسكر على حسن الطويل. وفيها تولى الأمير تمراز الشمسى قريب المقام الشريف رأس نوبة النواب عوضا عن أينال الأشقر لما بقى أمير سلاح، وفى ذلك يقول الشهاب المنصورى.

أيها العسكر الذى سار قصدا … لقتال الطويل لا تنظروه

لا تطيلوا مع العدو كلاما … فى وغى الحرب والطويل أقصروه

وقال الشيخ شمس الدين القادرى

أيا حسن الطويل بعثت جيشا … كأغنام وهن لنا غنايم

فنار الحرب قد سبكت سوارا … وأنت لسبكها لا شك خاتم

وقوله فيه أيضا:

عروس الحرب نقطها المواضى … بأرواح الأعارب والأعاجم

وقد جليت وفى يدها سوار … وها حسن لكف الحرب خاتم

وقال شمس الدين بن شادى خجا

أيا حسن الطويل قصرت عمرا … وفاتتك المعالى والمغانم

<<  <   >  >>