هو الذى حمل القبة والطير على رأسه، وكان يومئذ مقدم ألف، وكان العسكر غائبا فى التجريدة فأقام الأمير برقوق بعد ذلك مدة ثم بقى نائب الشام.
ثم جاءت الأخبار من البلاد الحلبية بأن العسكر قد انكسر وقيل الأمير قرقماش الجلب وجماعة من الأمراء المقدمين والعشراوات والمماليك السلطانية، فاضطربت أحوال الديار المصرية وقد استطال سوار على العسكر وقوى عسكره من نهب العسكر السلطانى، وصار العسكر يدخل إلى القاهرة وهم انحس حالة والذى مات هناك أكثر ووقع الصراخ فى القاهرة مثل أيام الفصول بسبب العسكر الذى قتل هناك.
وفيها: استقر الأمير لاجين الظاهرى أمير مجلس عوضا عن الأمير قرقماش الجلب.
وفيها: أخلع على سودون القصروى واستقر رأس نوبة النواب عوضا عن نافق وتوجه إلى التجريدة وقتل هناك كثير من الأمراء والعسكر وتعطلت غالب البلاد الحلبية فى هذه المدة:
وفى ذلك يقول بعض الشعراء.
يا رب إن سوارا قد بغى به … قد أصبحوا الناس فى ضيق وفى قلق
فاكسر سوارا ودعه فى السلاسل فى … خواتم الأمر يستعطى من الحلق
واستمر الأمر على ذلك إلى أن دخلت سنة خمس وسبعون وثمانمائة فيها: عين السلطان تجريدة ثالثة إلى سوار وعين الأمير يشبك الدوادار الكبير والأمير تمراز الشمسى قريب المقام الشريف، وعين جماعة من الأمراء المقدمين والعشروات والمماليك السلطانية نحو ألفين مملوك وخرج الأمير يشبك من القاهرة فى طلب عظيم إلى الغاية، وكان له موكب عظيم فتفاءل الناس بنصرتهم على سوار فى هذه المرة. فلما وصلوا إلى حلب توجهوا منها إلى زمنطوا وهو مكان محل سوار فوجدوه فى قلعتها فحاصروه، فأرسل سوار يطلب السلاح من الأمير يشبك الدوادار فأجابه إلى ذلك وأنه ينزل ويقاتل ويلبس خلعة السلطان ويعود إلى قلعة زمنطوا، فأرسل سوار يطلب الأمير تمراز قريب المقام الشريف فتوجه إليه الأمير تمراز ومعه القاضى شمس الدين بن أجا، فلما طلع إليه الأمير تمراز لطف به فى الكلام وسايسه حتى نزل معه سوار فى نفر قليل من عسكره، فلما نزل توجه إلى عند الأمير يشبك الدوادار فأكرمه وعظمه وألبسه خلعة سنية وقال له امض إلى عند الأمير برقوق نائب الشام فسلم عليه، فمضى سوار إلى عند الأمير برقوق فسلم عليه فلما مثل سوار بين يدى برقوق قام له ثم أحضر له خلعة وفيها زنجير، فلما ألبسه الخلعة وضع زنجيرا فى رقبته وكان معه