للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يوم عيد الفطر إلى المصلى القديمة التى كانت بمصر ووضعه فى المحراب حتى تكاملت الناس وصلى بهم العيد ثم صلى على أبيه ودفنه فى مقابر مصر على طريق الحجاج كما أوصى .

ثم تولى بعده عتبة بن أبى سفيان (١) وهو أخو معاوية بن أبى سفيان وذلك فى سنة ثلاث وأربعين من الهجرة فلم تطل أيامه فكانت ولايته أشهر قلائل ومات.

ثم تولى من بعده عقبة بن عامر الجهنى (٢) صاحب رسول الله ورديفه، وراوى أحاديث رسول الله ، تولى على مصر فى سنة أربع وأربعين من الهجرة، وأقام بها إلى أن مات شهيدا فى يوم النهروان، فكانت ولايته على مصر سنتين وثلاثة أشهر، ومات فى سنة سبع وأربعين من الهجرة، ودفن بالقرافة الكبرى وقبره يزار إلى الآن.

ثم تولى مسلمة بن مخلد (٣) بعد عقبة بن عامر فى سنة سبع وأربعين من الهجرة.


(١) هو عتبة بن أبى سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس أمير مصر، وليها من قبل أخيه معاوية، فقدمها سنة ٤٣ هـ ثم خرج إلى الإسكندرية مرابطا فابتنى دارا فى حصنها القديم وتوفى بها سنة ٤٤ هـ/ ٦٦٤ م. كان عاقلا فصيحا مهيبا من فحول بنى أمية، شهد مع عثمان يوم الدار، وشهد يوم الجمل مع عائشة وفقئت عينه وحج بالناس سنة ٤١ هـ وسنه ٤٢ عاما. قال الأصمعى: الخطباء من بنى أمية عتبة بن أبى سفيان وعبد الملك بن مروان.
انظر المزيد فى: السيرة الحلبية ٢/ ١٣٨ /نسب قريش ١٢٥، ١٥٣، النجوم الزاهرة ١/ ١٢٢ - ١٢٤، رغبة الأمل ٤/ ٣٣ ثم ٨/ ١٥٩ و ٢٧١.
(٢) هو عقبة بن عامر الجهنى، كان فقيها علامة قارئا لكتاب الله بصيرا بالفرائض فصيحا مفوها شاعرا كبير القدر، ولى إمرة مصر لمعاوية ثم عزله وأغزاه البحر سنة ٤٧ هـ.
انظر المزيد فى: أسد الغابة ٣/ ٥٢، الإصابة ٢/ ٤٨٢، تذكرة الحفاظ ١/ ٤٢، خلاصة تذهيب الكمال ٢٢٧، شذرات الذهب ١/ ٦٤، طبقات الفقهاء ٥٢، العبر ١/ ٦٢.
(٣) هو مسلمة بن مخلد بن صامت الأنصارى الخزرجى، من كبار الأمراء فى صدر الإسلام، وفد على معاوية قبل أن يستتب له الأمر، وشهد معه معارك صفين، فولاه إمارة مصر سنة ٤٧ هـ ثم أضاف إليها المغرب فأقام بمصر وسير الغزاة إلى المغرب فى البر والبحر. ولما توفى معاوية أقره يزيد فاستمر -

<<  <   >  >>