للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم تولى من بعده هرثمة (١) بن أعين فى سنة ثمان وسبعين ومائة فلم يعلو سنة وعزل عنها.

ثم تولى من بعده عبد الملك بن صالح العباسى (٢) فتولى فى سلخ السنة المذكورة ومات عقبها.

ثم تولى من بعده عبد الله (٣) ابن أمير المؤمنين المهدى العباسى تولى فى سنة تسع وسبعين ومائة ثم عزل عنها. وتولى من بعده موسى بن عيسى العباسى المقدم


(١) هو هرثمة بن أعين أمير من القادة الشجعان. له عناية بالعمران، بنى فى "أرمينية" و"إفريقية" وغيرهما. ولاه "الرشيد" مصر سنة ١٧٨ هـ ثم وجهه إلى إفريقية إخضاع عصاتها فدخل "القيروان" ولقى من أهلها ما يحب، فأحسن معاملتهم وتقدم فى جيش كثيف إلى "تيهرت" فقاتله ابن الجارود، وظفر هرثمة وأطاعته قبائل البربر، فعاد إلى القيروان. وبنى فيها القصر المعروف بالمنستير (على يد زكريا بن قادم) وبنى سور طرابلس الغرب، واستمر واليا على إفريقية سنتين ونصف السنة. وطلب من الرشيد أن يعفيه، فنقله سنة ١٨١ هـ وعقد له على خراسان، فأقام فيها، وولاه غزوة الصائفة (سنة ١٩١ هـ) ثم ولاه ما كان لابن ماهان (على بن عيسى) فانتقل إلى مرو (سنة ١٩٢ هـ) ولما بدأت الفتنة بين الأمين والمأمون، انحاز إلى المأمون، فقاد جيوشه وأخلص له الخدمة حتى سكنت الفتنة بمقتل الأمين، وانتظمت الدولة للمأمون فنقم عليه أمرا، قيل اتهمه بممالاة إبراهيم بن المهدى أو بالتراخى فى قتال الطالبيين وأبى السرايا، فدعاه إليه وشتمه وضربه وحبسه وكان الفضل بن سهل (الوزير) يبغضه، فدس إليه من قتله فى الحبس سرا. بمرو سنة ٢٠٠ هـ/ ٨١٦ م.
(٢) هو عبد الملك بن صالح بن على بن عبد الله بن عباس أمير من بنى العباس ولاه الهادى إمرة الموصل سنة ١٦٩ هـ وعزله الرشيد سنة ١٧١ هـ ثم ولاه المدينة والصوائف وولاه مصر مدة قصيرة، فلم يذهب إليها وولاه دمشق فأقام فيها أقل من سنة وبلغه أنه يطلب الخلافة، فحبسه ببغداد سنة ١٨٧ هـ ولما مات الرشيد أطلقه الأمين وولاه الشام والجزيرة سنة ١٩٣ هـ، فأقام الرقة أميرا إلى أن توفى سنة ١٩٦ هـ/ ٨١١ م، كان من أفصح الناس وأخطبهم، له مهابة وجلالة.
انظر المزيد فى: فوات الوفيات ٢/ ١٢، النجوم الزاهرة ٢/ ٩٠ و ١٥١، تاريخ ابن خلدون ٣٢٦/ ٣، الكامل ٦/ ٨٥، زبدة الحلب ١/ ٦٤، رغبة الأمل ٥/ ١٢٥.
(٣) هو عبد الله بن محمد بن إبراهيم الهاشمى العباسى أبو محمد المعروف بابن زينب أمير للرشيد سنة ١٨٩ هـ وعزل بعد ثمانية أشهر و ١٩ يوما فعاد إلى بغداد، فجعله الرشيد فى جملة قواده، يوجهه فى المهمات إلى أن مات سنة ٢٠٠ هـ.
انظر المزيد فى: الولاة والقضاة ١٤١، النجوم الزاهرة ٢/ ١٣٣.

<<  <   >  >>