للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عتاهية التجيبى (١). تولى بها فى أيام مروان الحمار (٢) إلى أن قتل بمصر.

ثم تولى من بعده الحوثرة بن سهيل الباهلى (٣)، فأقام بها نحو ثلاث سنين وعزل عنها.


(١) ورد ذكره فى حسن المحاضرة.
(٢) هو مروان بن محمد بن الجعدى مروان بن الحكم الأموى أبو عبد الملك القائم بحق الله ويعرف بالجعدى والحمار، أخر ملوك بنى أمية فى الشام. ولد بالجزيرة ٧٢ هـ/ ٦٩٢ م وأبوه متوليها وغزا (سنة ١٠٥ هـ) فافتتح "قونية" وغيرها. وولاه هشام بن عبد الملك على أذربيجان وأرمينية والجزيرة (سنة ١١٤ هـ) فافتتح فتوحات وخاض حروبا كثيرة، ولما قتل الوليد بن يزيد سنة ١٢٦ هـ وظهر ضعف الدولة فى الشام، دعا الناس وهو بأرمينية إلى البيعة له، فبايعوه فيها، وزحف بجيش كثيف فى أيام إبراهيم بن الوليد، قاصدا الشام، فخلع إبراهيم واستولى على عرش بنى مروان سنة ١٢٧ هـ. وفى أيامه قويت الدعوة العباسية، وتقدم جيش قحطبة بن شبيب الطائى إلى طوس، يريد الإغارة على الشام، فسار إليه مروان بعسكره ونزل بالزاب (بين الموصل وإربل " وتصاول الجمعان فانهزم مروان، ففر إلى الموصل، ومنها إلى حران فحمص فدمشق ففلسطين، وانتهى إلى بوصير (من أعمال مصر) فقتل فيها (قتله عامر أو عمرو بن إسماعيل المرادى الجرجانى) وحمل رأسه إلى السفاح العباسى. وكان مروان حازما مدبرا شجاعا، إلا أن ذلك لم ينفعه عند إدبار الملك وانحلال السلطان. ويقال له" الحمار "أو" حمار الجزيرة "لجرأته فى الحروب، واشتهر بمروان الجعدى نسبة إلى مؤدبه" الجعد بن درهم "وكان أبيض، ضخم الهامة بليغا له " رسائل تجمع ويقتدى بها ". كما قال بعض مؤرخيه وخلافته إلى أن بويع السفاح خمس سنين وشهر، وإلى أن قتل خمس سنين وعشرة أشهر.
انظر المزيد فى: الكامل ٥/ ١١٩ و ١٥٨، تاريخ اليعقوبى ٣/ ٧٦، تاريخ ابن خلدون ٣/ ١١٢ و ١٣٠، تاريخ الطبرى ٩/ ٥٤ و ١٣٣، تاريخ الخميس ٢/ ٣٢٢، مروج الذهب ٢/ ١٥٥، الأخبار الطوال ٣٥٠، تاريخ الإسلام ٥/ ٢٩٨، النجوم الزاهرة ١/ ١٩٦، ٢٥٤ و ٢٧٣ و ٢٨٦ و ٣٠٢ و ٣٢٢، معجم البلدان ٨/ ١٩٦.
(٣) هو حوثرة بن سهيل الباهلى قائد، فيه جفوة الأعراب، ممن ولى مصر فى عهد بنى مروان. أصله من قنسرين وكان بدويا قحا، فصيح اللسان، سفاكا للدماء ولى مصر سنة ١٢٨ هـ لمروان بن محمد، إثر فتنة قامت بها، فجاءها وقتل كثيرا من الزعماء والروساء بتهمة الاشتراك فيها، فلم يرض مروان عن عمله فصرفه سنة ١٣١ هـ ووجهه إلى العراق مددا ليزيد بن عمر بن هبيرة، فجعله يزيد على مقدمة جيشه فقاتل أشياع العباسيين إلى أن استسلم ابن هبيرة، بعد مقتل مروان، فاستسلم حوثرة معه، فقتلهما السفاح العباسى سنة ١٣٢ هـ/ ٧٥٠ م.
انظر المزيد فى: الكامل ٥/ ١٦٦، الولاة والقضاة ٨٨.

<<  <   >  >>