للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أمر الموت وغيره. فما مر قليل حتى مات عبد العزيز بن مروان وهو بحلوان، ونقل إلى مدينة الفسطاط وقد تغيرت رائحته، فكان حول نعشه مجامر النار وفيها العود لتخفى تلك الرائحة الكريهة منه.

قال ابن عفير (١): كان لعبد العزيز بن مروان فى كل يوم ألف حفنة نظيف حول داره للفقراء والمساكين، وكان له مائة وست تحمل على عجل من كبرها ويطاف بها على القبائل واستمر ذلك فى كل يوم إلى أن مات.

ثم تولى من بعده عبد الله بن عبد الملك بن مروان (٢) تولى على مصر فى سنة ثلاث وثمانين من الهجرة.

ثم تولى من بعده قرة بن شريك العبسى (٣) فى سنة تسعين من الهجرة، فلم تطل أيامه بها.


= أبى طالب، فقتل محمدا، وأخذ بيعة أهل مصر لمعاوية. ثم ولى إمرة مصر يزيد وولى غزو المغرب مرارا آخرها سنة ٥٠ هـ واستولى على صقلية، وفتح بنزرت، وأعيد إلى ولاية مصر، وعزل عنها سنة ٥١ هـ وتوفى بها. وبقيت فيها ذريته إلى القرن الثامن للهجرة. له فى إفريقية أثار، منها آبار فى القيروان تعرف بآبار خديج وهى خارج باب تونس منحرفة عنه إلى الشرق، وكان أعور، ذهبت عينه يوم دهقلة ببلاد النوبة، عاقلا حازما واسع العلم، مقداما وهو ابن كبشة بنت معدى كرب الشاعرة. مات سنة ٥٢ هـ/ ٦٧٢ م.
انظر المزيد فى: دول الإسلام ١/ ٢٧، الاستقصا ١/ ٣٦، فتح العرب للمغرب ١١٥ - ١٢٧، البيان المغرب ١/ ١٧، رياض النفوس ١/ ١٧، الولاة والقضاة ١٨٥، تهذيب التهذيب ٢٠٣/ ١٠، المحبر ٢٩٥.
(١) هو سعيد بن كثير بن عفير الأنصارى مولاهم المصرى الحافظ. روى عن مالك والليث وابن لهيعة وابن وهب وطائفة. وعنه ابناه عبيد الله وأسد والذهلى والبخارى وآخرون. قال ابن عدى: هو عندنا صدوق ثقة، وقد حدث عنه الأئمة من الناس. وقال ابن يونس: كان أعلم الناس بالأنساب والأخبار وأيام العرب والتواريخ، أديبا فصيح اللسان حاضر الحجة لا تمل مجالسته، ولد سنة ١٤٦ هـ ومات سنة ٢٢٦ هـ.
انظر المزيد فى: تذكرة الحفاظ ٢/ ٤٢٧١، تهذيب التهذيب ٤/ ٧٤، خلاصة تذهيب الكمال ١٢٠، العبر ١/ ٣٩٦، ميزان الاعتدال ٢/ ١٥٥.
(٢) ورد ذكره فى حسن المحاضرة للسيوطى.
(٣) هو قرة بن شريك بن مرثد العبسى الغطفانى المضرى القنسرينى أمير. ولى نيابة مصر فى زمن الوليد الأموى فى أوائل سنة ٩٠ هـ وأنشأ جامع الفسطاط وزخرفه. وكان جبارا صلبا مخوفا، تعاقد نحو -

<<  <   >  >>