للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فحكم القضاة بقتله. فلما كانت ليلة السبت سادس شهر صفر من السنة المذكورة قتل الملك الناصر فرج بدمشق، قيل دخل عليه فداو به فقتلوه بالخناجر حتى مات، فلما مات ألقوه على مزبلة وهو عريان والناس ينظرون إليه، ثم بعد ثلاثة أيام غسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه فى مقبرة باب الفراديس بمدح المدحداح بدمشق ولو أمكن الأمراء والمماليك أن يحرقوه لحرقوه بالنار من قهرهم منه فكان كما قيل.

كأسا كان يسقى بها … والمرء مجزى بأعماله

فكانت مدة سلطنته بالديار المصرية، السلطنة الأولى بعد موت أبيه الملك الظاهر برقوق ست سنين وخمسة أشهر وعشرة أيام، السلطنة الثانية إلى أن خلع بدمشق ست سنين وعشرة أشهر وأحد عشر يوما * بمجموع ذلك أولا وثانيا ثلاث عشرة سنة وثلاثة أشهر * ومات وله من العمر ست وعشرون سنة، وخلف من الأولاد أربعة صبية وثلاث بنات وهم:

سيدى خليل توفى بثغر الإسكندرية ونقل إلى مصر ودفن بالبرقوقية التى بالصحراء. وأما البنات فخوندا شقرا وخوند زينب وخوند اسيه وكان الملك الناصر فرج شجاعا بطلا مقداما لكنه كان مسرفا على نفسه، منهمكا على اللذات، سفاكا للدماء، قتل خلقا لا يحصى عددهم إلا الله تعالى.

وكان صفته أبيض اللون يميل إلى الصفرة، أشهل العينين وافر الأنف، نحيف الجسد، معتدل القامة، مستدير اللحية، أشقر الشعر عربى الوجه، مهاب الشكل وكان عنده كرم زايد مع جهل عظيم.

ومما أنشأه فى أيامه وهو الجامع الذى بالحوش السلطانى بالقرب من الدهيشة والمدرسة التى تجاه باب زويلة والربعين التى كانت عند جامع الصالح وأماكن غير ذلك.

وقد انتهت أخبار الملك الناصر فرج على سبيل الاختصار من ذلك.

<<  <   >  >>