وجاءت الأخبار بأن الأمير صرق الظاهرى نائب غزة خرج على الطاعة وأظهر العصيان وخرج من غزة فتبعه الأمير خرم ومسكه وقطع رأسه وأرسلها إلى السلطان، فأخلع السلطان على الأمير الطنبغا العثمانى واستقر نائب غزة عوضا عن صرق.
وفى هذه السنة: حضر الأمير يتسق الذى كان توجه إلى مكة بسبب عمارة حرم مكة لما احترق، فعمره السلطان وأصرف عليه نحو اثنى عشر ألف دينار.
وفيها: فى يوم الاثنين فى ثانى شهر شعبان أخرجوا الفيل الكبير الذى كان تمرلنك أرسله إلى السلطان صحبة الأمير قانباى النوروزى فسيروا به الغلمان إلى نحو بولاق، فلما رجعوا به على قنطرة الفخر عند رأس العطفة، فهناك حمور قديم يخرج منه الماء من الخليج الناصرى إلى الخليج الصغير المتوصل إلى بولاق فهناك داس الفيل، فانخسف به الحمور فنزلت فيه رجله إلى فخذه فلم يقدر أحد يخلص رجله من الحمور فأقام ساعة، ومات وكان يوما مشهودا، فخرج إليه الناس قاطبة يتفرجون عليه وقد نظم فيه الشعراء مراثى كثيرة، فمن ذك يقول بعض الزجالة:
تعا اسمعوا بالله يا ناس إلى جرة … الفيل وقع يوم الاثنين فى القنطرة