الحرب ووقفوا فى سوق الخيل والتف عليهم نحو خمسمائة، فوقفوا هناك ساعة، ثم توجهوا إلى بركة الحبش فأقاموا هناك يومين.
فلما كان يوم الأربعاء: ركب الأمير سودون من على باب أمير أخور كبيرهم ومماليكه ونزل من باب السلسلة وأخذ من الخيول الخاصة التى فى الاسطبل السلطانى، وتوجه إلى بركة الحبش عند الأمراء الذين هناك.
فلما سمع السلطان بذلك نزل إلى الأسطبل وجلس بالمقعد المطل على سوق الخيل ودقت الكوسات حربى، فطلعوا إلى الأسطبل واجتمعوا بالسلطان بقية الأمراء فأقام بالمقعد إلى وقت الظهر، فلم يجئ أحد من الأمراء الذين فى بركة الحبش، فأرسل لهم السلطان أمانا.
ورسم للأمير جكم العوصى بنيابة صفد ثم إن السلطان أرسل إليهم قاضى القضاة ناصر الدين بن الصالحى الشافعى، فتوجه إلى بركة الحبش واجتمع بالأمراء وتكلم معهم فى أمر الصلح. فقالوا له: نحن لنا عرما وما نرجع عنهم فلما عاد القاضى بهذا الجواب. فقال السلطان. ومن عرماهم؟ فقال القاضى: ذكروا أن الأمير يشبك الشعبانى وغيره من الأمراء.
فقال السلطان للأمير يشبك افتصل أنت وعرما بك. فنزل الأمير يشبك إلى بيته، ثم عاد إلى عند السلطان فلم يتمكن من الدخول إلى عند السلطان فنزل ووقف فى سوق الخيل ساعة وإذا بالأمراء قد أقبلوا من بركة الحبش وهم فى جمع عظيم توقفوا عند سبيل المومنى ساعة.
ثم إن الأمير يشبك الشعبانى نادى للناس ومماليك السلطان أن كل من قاتل معه يأخذ له عشرة آلاف درهم، فتوجه إلى عنده بعض مماليك سلطانية، فأرسل السلطان رؤوس النواب ضربوا المماليك الذين توجهوا إلى عند الأمير يشبك.
فلما انصرفوا من عنده بقى وحده، فهرب من وقته، فلما هرب نهبوا العوام بيته وبيت قطلوبغا الكركى وجركس القاسمى المصارع، فلما مسكوا قيدوهم وأرسلوهم إلى السجن بثغر الإسكندرية.
وأما الأمير يشبك الشعبانى الدوادار فإنه لما هرب بعد كسرته لم يعلم له خبر، فأقام أياما ومسك من تربة خوند سمرا التى بالقرب من باب القرافة، فلما مسكوه قيدوه وأرسلوه إلى السجن بثغر بالإسكندرية.