للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فعين السلطان قانباى النوروزى حشداس سودون نفجه وعين الشهابى أحمد بن كليك من أمراء حلب بأن يتوجهوا إلى تمرلنك وصحبتهم اطلمش المذكور، فأكساه السلطان وأحسن إليه.

فلما وصلوا إلى تمرلنك فأكرم قانباى النوروزى والشهابى أحمد بن كليك وتقارش تمرلنك وبكى، وقال السلطان ولدى وهذا الذى جرى كان مقدرا من الله تعالى. وكان تمرلنك من حين خرج من دمشق وهو ضعيف طلع فيه حمرة فرعت فى جسده واشتغل بنفسه.

وقيل إن تمرلنك من هذه السطوة العظيمة كان أعرج بوركه اليمين وكان إذا ركب حمل على أكتاف الرجال.

فلما حضر اطلمش عند تمرلنك اطلق الأسرى الذين كانوا عنده كما قرر مع السلطان وأرسلهم صحبة قانباى النوروزى وأرسل إلى السلطان هدية صحبة الخواجا مسعود الملجانى، وأرسل من حمله الهدية فيلا عظيم الخلقة وعلى ظهره صندوق وخشب يجلس فيه نحو عشر أنفس وأرسل مع الفيل أشياء غير ذلك من أنواع الهدية

فلما وصل قانباى النوروزى إلى مصر دخل وعليه خلعة مجمل وتاج اللذين أخلعهما عليه تمرلنك، وكان يوم دخوله إلى القاهرة يوما مشهودا ولما عاد قانباى المذكور من عند تمرلنك صار يدعى تمر قانباى التمركنكى ثم بعد مدة أخلع عليه السلطان واستقر به نائب الكرك ثم بعد مدة بقى نائب الإسكندرية، واستمر الأمر مبنيا على السكون مدة يسيرة.

فلما كان يوم الأحد ثامن شهر شوال من السنة المذكورة: نزل الأمير قطلوبغا الكركى والأمير أقباى الكركى من القلعة فتلقاهما جماعة من المماليك السلطانية قدر ثلاثمائة مملوك فضربوهما بالدبابيس، فهرب قطلوبغا وطلع إلى باب السلسلة وهرب أقباى إلى بيت الأمير يشبك الشعبانى.

فلما بلغ السلطان ذلك نادى أن سائر الأمراء والمماليك السلطانية يطلعوا إلى القلعة فطلع منهم جماعة إلى القلعة.

ثم إن الأمير يشبك الشعبانى ظهر إلى بعد العشاء وطلع إلى القلعة وهو والأمير قطلوبغا الكركى وأقباى ونوروز الحافظى. ثم إن نوروز ينزل من القلعة نصف الليل.

فلما أصبحوا لم يطلع الأمير جكم العوصى والأمير قانباى العلاى ولا الأمير سودون الطيار ولا الأمير قرقماش الاينالى ولا الأمير تمربغا المشطوب فلما طلع النهار لبسوا آلة

<<  <   >  >>