للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البر والصدقات، فمن ذلك أنه أوقف بلدا فى الجيزة على السحابة التى تطلع فى كل سنة إلى الحجاز الشريف. وكان له فى كل سنة فى شهر رمضان خمسة وعشرين بقرة تطبخ فى كل ليلة وتفرق مع ألف رغيف على الحبوس والأماكن المشهورة من الزوايا والمزارات، وكان يفرق فى كل سنة من القمح سبعة آلاف أردب على الفقراء والمساكين، وأبطل فى أيامه مكوسا كثيرة من مصر وغيرها من البلاد وخطب باسمه فى أماكن لم يخطب فيها لأحد من الملوك قبله. وذلك أنه خطب باسمه فى توريز العجم والموصل وماردين وسنجار ودوركى وأرزنكان من أرض الروم وضربت السكة باسمه فى هذه الأماكن والذى عمره فى أيامه وهو جسر الشريعة بالغور، وجعل طوله مائة وعشرين ذراعا فى عرض عشرين ذراعا وفى ذلك يقول بعض الشعراء.

يا ملكا بنى جسر أبعدك … به جمل الأيام على الشريعة

له شرف على الجوزا بسام … وفوق الحوت أركان منيعة.

ومنها أنه أمر بتجديد خزائن السلاح بثغر الإسكندرية وأمر بعمارة زربية البرزخ بدمياط بعد أن ظهرت منها عظام الشهداء وأمر بعمارة سور دمنهور وعمر قناة العروب بالقدس الشريف وعمر الفساقى برأس وادى بنى سالم من طريق المدينة الشريعة، وعمر المجراه التى تجرى من بحر النيل إلى القلعة وعمل تحتها قناطر وكان قد عجز عن عمارتها جماعة كثيرة من الملوك وعمر الميدان الذى تحت القلعة بعد أن كان خرب فعمره وأرمى فى أرضه الطين وسقاه بماء النيل وزرع به القرط وطلع. وعمر الصهريج والسبيل بقلعة الجبل، وعمر بالقلعة طاحونا ولم يكن قبل ذلك طاحونا. وعمر المدرسة التى بين القصرين، وعمر الوكالة التى بالقرب من باب النصر. وله أثار كثيرة غير ذلك.

وأما قضاته الشافعية بمصر. فالقاضى برهان الدين بن جماعة والقاضى بدر الدين بن أبى البقاء السبكى والقاضى ناصر الدين بن المليق والقاضى عماد الدين الكركى والقاضى صدر الدين المناوى والقاضى تقى الدين الزبيرى.

وأما قضاته الحنفية بمصر: فالقاضى صدر الدين بن منصور والقاضى شمس الدين الطرابلسى والقاضى مجد الدين الكتانى والقاضى جمال الدين محمود القيصرى والقاضى جمال الدين الملطى.

<<  <   >  >>