الأقبغارى واستقر به أمير مجلس عوضا عن آقبغا اللكاشى. ولما وصل آقبغا اللكاشى إلى غزة مسك وأرسل إلى السجن بقلعة الصبية.
وفى هذه السنة: رسم السلطان للناس بأن يحجوا رجبى وكان ذلك قد بطل من سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة.
ثم إن السلطان أخلع على القاضى فتح الدين فتح الله كاتب السر بالديار المصرية عوضا عن محمود الكلستانى الحنفى وذلك فى سنة إحدى وثمانمائة.
وفيها: أفرج عن يلبغا الأحمدى واستقر أستادارا على عادته وخلع على الناصرى محمد ابن سنقر واستقر فيه أستادار الذخيرة والأملاك.
ثم إن السلطان أفرج عن الأمير علاء الدين بن الطبلاوى والى القاهرة وكان محبوسا بخزانة شمايل مدة أشهر، فلما خرج عنه كان يوم خروجه يوما مشهودا، وأبيع فى ذلك اليوم من الزعفران بعشرة آلاف درهم، وأوقدوا له الشموع والقناديل من خزانة شمايل إلى بيت يلبغا الأحمدى فأقام فيه أياما.
ثم رسم السلطان بنفيه إلى الكرك فتوجه إليها موفى خامس شوال من السنة المذكورة.
لعب السلطان بالرمح فى يوم شديد الحر. فلما فرغ من لعب الرمح أكل عسل نحل كخباوى فطاب له فأكل منه كثيرا فاستحال صفرا واشتد به الحمى وضعف واشتد به المرض.
فلما كان يوم السبت: أشيع بموته ثم سكن الأمراء إلى يوم الأربعاء ثالث عشر شوال وطلع عليه الورستكين (١) وحصل له الفواز وأرجعت القاهرة بموته فركب إلى القاهرة ونادى بالأمان والاطمئنان والبيع والشراء.
فلما كان يوم الخميس رابع عشر شوال حصل للسلطان إفاقة فطلب أمير المؤمنين المتوكل على الله والقضاة الأربعة وسائر الأمراء فخلع نفسه من الملك وعهد إلى ولده الأشرف فرج ثم من بعده لولده العزى عبد العزيز ومن بعده لولده الصارمى إبراهيم، ثم كتب وصية وأوصى فيها لزوجاته وسراريه وخدامه بمال، جملته مائتان ألف دينار، وأوصى بعشرين ألف دينار يعمر له بها تربة ويعمل فيها جامع يخطبه وأن يرتب فيه حضور من بعد العصر