للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحرب هم والمماليك الذين كانوا فى الطباق وفوق القلعة فاجتمع الكل وحضروا إلى باب الستارة وأخذوا معهم الأمير الزمام مثقال الجمالى وطنبغا العلانى وقالوا اخرجوا إلينا الأمير على حتى نسلطنه فإنه قد بلغنا أن الملك الأشرف والده قد مات فى العقبة واغلظوا فى الكلام فدخل الأمير الزمام وأخرج إليهم الأمير على فلما حضر أرسلوا خلف الأمير أيدمر الشمسى نائب القلعة وباسوا الأرض للأمير على وأركبوه من باب الستارة إلى الإيوان وأجلسوه على كرسى المملكة وأرسلوا طلبوا الأمراء الذين هم بالقاهرة فطلعوا إلى سوق الخيل فطلبوهم أن يطلعوا إلى القلعة فأبوا من ذلك، فنزل إليهم الأمير على بن السلطان إلى الخراقة التى فى الأسطبل السلطانى فعند ذلك طلع إليه سائر الأمراء وباسوا له الأرض ولقبوه بالملك المنصور ونادوا باسمه فى مصر والقاهرة ودقت له البشاير وحلفوا له الأمراء فلما كان يوم الأحد رابع ذى القعدة من السنة المذكورة قبض بعض الأمراء على شخص من المماليك يسمى قازان البرقشى من جملة الأمير بأخور كبير وكان مسافرا مع السلطان الملك الأشرف فوجدوه فى القاهرة متنكرا فقبضوا عليه وأحضروه إلى نائب القلعة فسأله عن سبب حضوره إلى مصر فصار يمقع فى الكلام فعروه وقصدوا توسيطه فعند ذلك أقر بما جرى ثم إنه حكا لهم أن السلطان الملك الأشرف لما وصل إلى العقبة فى يوم الثلاثاء فبات بها فلما أصبح فى يوم الأربعاء طلب منه المماليك السلطانية العليق فقال لهم "اصبروا إلى أن نصل إلى الأزنم" ثم مد لهم السماط فأبوا أن يأكلوا وخامروا على السلطان وركبوا هناك وواقعهم جماعة من الأمراء، فركب السلطان وبقية الأمراء واتقعوا هناك فانكسر السلطان ومن معه من الأمراء وهرب هو والأمير أرغون الأشرفى أتابك العساكر والأمير صرغتمش الأشرفى الأمير سلاح والأمير بيبغا السابقى أمير مجلس والأمير بشتاك رأس نوبة النواب وغير ذلك من الأمراء الطبلخاناة والعشروات والمماليك السلطانية.

فلما بلغ الأمير أسندمر الصرغتمشى والأمير طولوا وبقية الأمراء هذا الخبر خرجوا لهم على حمية واتقعوا معهم وقتلوا منهم جماعة من الأمراء وقطعوا رءوسهم وحملوها إلى سوق الخيل ولم يجدوا السلطان ولا بيبغا الناصرى أحد الأمراء الطبلخاناة وكانت هذه الوقعة بالقرب من عجرود هذا ما كان من أخبار الأمراء، وأما ما كان من أخبار الملك الأشرف شعبان فإنه لما جرى ذلك حضر إليه محمد بن عيسى أمير القائد وقال للسلطان أنا آخذك من هنا وأتوجه بك إلى نحو الشام فنقم بغزة وتجمع العساكر والعربان ونرجع إلى القاهرة ونأخذ المملكة بالسيف فصغى السلطان إلى كلامه ومال إلى ذلك وأراد أن يتوجه

<<  <   >  >>