للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من السوقة وغيرهم. ثم إن الأمير صرغتمش ثقل أمره على الملك الناصر حسن، فبادر الناصر بالقبض على صرغتمش وعلى جماعة من الأمراء فمن كان من عصبته فكان كما قيل:

وربما فات بعض الناس حاجته … مع التوانى وكان الرأى لو عجلا

وفى الأمثال:

وانتهز الفرصة أن الفرصة … تصير إن لم تنتهزها غصه

فلما سمع مماليك صرغتمش تمسك استاذهم فى القلعة ركبوا بالسلاح وطلعوا إلى الرملة وكانوا نحو ثمانمائة مملوك فنزل إليهم المماليك السلطانية واتبعوا معهم من أول النهار إلى بعد العصر فانكسر مماليك صرغتمش وهربوا، فعند ذلك نهب العوام دار صرغتمش ودكاكين الصليبة ومسكوا جماعة من الأعجام من صوفية الخانقاه ومعه جماعة من الأمراء ممن كانوا عصبته فأقام صرغتمش فى السجن شهرين ونصف الشهر ثم أرسل السلطان قتله وهو فى السجن فى أوائل ذى الحجة سنة تسع وخمسين وسبعمائة.

وفى الأمثال:

والمرء لا يدرى متى تمتحن … فانه فى دهره مرتهن

فلما قتل صرغتمش صفا للناصر حسن الوقت ورقى مماليكه وجعل بيبغا العمرى الخاصكى أمير مجلس، ولما عظم أمر الناصر حسن بنى هذه المدرسة العظيمة التى تجاه القلعة عند سوق الخيل وجعل فيها أربع مدارس للمذاهب الأربعة وكان مكانها قديما قصر بيبغا اليحياوى نائب دمشق فهدم القصر وبنى مكانه هذه المدرسة التى لم يعمر فى الإسلام مثلها قبل إيوانها بنى على ميال إيوان كسرى أنو شروان وكان بناؤها فى سنة سبع وخمسين وسبعمائة. ومن رأى عمارة مدرسة السلطان حسن عرف علو همته بين الملوك السالفة، فكان كما قيل القائل فى المعنى:

لسنا وإن كرمت أوايلنا … يوما على الأنساب نتكل

نبنى كما كانت أوايلنا … تبنى وتفعل فوق ما فعلوا

واستمر الأمر ساكنا إلى أن دخلت سنة ستون وسبعمائة:

فيها: أرسل السلطان بالقبض على الأمير طاز نائب حلب، وكان تولى نيابة حلب لما وقع بينه وبين الأمير صرغتمش فلما قتل الأمير صرغتمش أرسل السلطان للقبض على طاز

<<  <   >  >>