للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمازال منقبضا على تخت مملكته حتى مرض ومات على فراشه فى ليلة الخميس العشرين من ذى الحجة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة. ومات وله من العمر نحو ثمانية وخمسين سنة، ودفن فى يوم الخميس على والده قلاوون فى القبة التى أنشأها والده بين القصرين فكثر عليه الأسف والحزن لزوال ملكه بعد نيابة هذه المدة الطويلة كما قيل فى المعنى لبعضهم:

حكم المنية فى البرية جارى … ما هذه الدنيا بدار قرار

ومكلف الأيام ضد طباعها … متطلب فى الماء جذوة نار

طبعت على كدر وأنت تريدها … صفوا من الأقدار والأكدار

ليس الزمان وإن حرصت مسالما … طبع الزمان عداوة الأحرار

وإذا رجوت المستحيل فإنما … تبنى الرجاء على شفير هار

فالعيش نوم والمنية يقظة … والمرء بينهما خيال سار

فكانت مدة سلطنة الملك الناصر محمد بن قلاوون بالديار المصرية والبلاد الشامية ثلاثة وأربعين سنة وأحد عشر شهرا بما فيها من سلطنة العادل كتبغا وهى سنتان إلا عشرة أيام، وسلطنة المنصور لاجين كانت سنتين وشهرين وأيام سلطنة المظفر بيبرس الجاشنكير أحد عشر شهرا وأياما، فهذه من الفترة فى سلطنته، فكانت سلطنته الأولى والثانية والثالثة دون الفتن بينها نحو أربعة وأربعين سنة إلا شهرا. ولما مات خلف من الأولاد أحد عشر ولدا، وهم: أبو بكر وأحمد وكجك وشعبان وإسماعيل وحاجى وحسن وصالح فهؤلاء الثمانية تولوا من بعده السلطنة كما سيأتى ذكرهم.

وأما الذين لم يتولوا السلطنة سيدى رمضان وسيدى حسين وسيدى يوسف. وأما الذين ماتوا فى أيام حياته سيدى إبراهيم وسيدى محمد وسيدى أنوك وسيدى على، فهؤلاء عدة أولاده الذكور، وأما ما جاله من البنات فشئ كثير والله أعلم.

وأما فتوحاته: ملطية وآمد ودارنده وقلعة اياس والبهسنا والمرعش وتل حمدون واسفندكار وكاروا وغير ذلك من المدن والقلاع. وأما نوابه بمصر: كتبغا وسلار وبكتمر الجوكندار وبيبرس الدوادار وأرغون. وأما وزراؤه: سنجر الشجاعى وتاج الدين بن حنا وفخر الدين الخليلى وسنقر الأعسر وآيبك البغدادى وابن عطايا وابن النشائى بدر الدين بن التركمانى وأمين الدين بن الغنام وبكتمر الحاجب ومغلطاى الجمالى ومحمد بن الشيخى.

<<  <   >  >>