للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قيل: وكان بناء سور القاهرة بالحجر القص فى سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة قال ابن الأثير: دوره تسعة وعشرون ألف ذراع وثلاثمائة ذراع بالهاشمى، وكان القائم على بنائه الأمير بهاء الدين قراقوش.

فى هذه السنة: أمر بإنشاء قلعة الجبل وهى التى صارت دار السلطنة الآن ولم يتم عمارتها إلا فى أيام الملك الكامل ابن أخى صلاح الدين يوسف وهو أول من سكنها من بنى أيوب.

وفى هذه السنة: هبت ببغداد ريح شديدة نصف الليل، وظهرت أعمدة مثل النار فى أطراف السماء، وبقى الأمر على ذلك إلى وقت السحر، فخاف الناس من ذلك، انتهى.

وقيل: هو الذى قرر الخدام الخصى فى مدينة النبى وذلك عندما تغلب بنى حسن على الخلفاء الفاطميين، واستقلوا بالكلمة، وصاروا يجهرون عند الأذان بقولهم "حى على خير العمل" وهو مذهب الشيعة.

فلما تولى صلاح الدين يوسف أمر الديار المصرية استمال بنى حسن وغدق عليهم بالأموال والهدايا حتى أذنوا له أن يجعل على المدينة جماعة من قبله.

فأرسل صلاح الدين إلى المدينة الشريفة أربعة وعشرين خادما خصيا، وقرر عليهم شيخا منهم اسمه بدر الدين الأسدى ووقف عليهم بلدين وهما نقادة وقبالة من بلاد الصعيد. وكان شيخ الحرم إذا اقدم على ملوك مصر يقومون له ويجلسونه ويتبركون إذا قدم عليهم. ودام الأمر على ذلك إلى أيام الملك الأشرف برسباى.

قيل: إن صلاح الدين يوسف هو الذى بنى خانقاه سعيد السعداء التى من داخل باب النصر وهو الذى بنى المدرسة الصلاحية التى كان بالقدس الشريف.

وكان قد أمر فى أيامه باسقاط المكوس التى كانت تؤخذ من مصر وأعمالها وكتب بذلك مساميح وقرئت على المنابر وأودعت عند القاضى الفاضل عبد الرحيم.

وكانت جملة ما أبطله من المكوس فى كل سنة مائة ألف دينار وهو الذى أقام السادة الشافعية وقدمهم على غيرهم من المذاهب. وهو الذى أزال جند مصر من العبيد البربر والصقالبة وكنانة والأرمن وشناترة العرب وغيرهم من الطوائف، كانت بمصر فى الدول المتقدمة. واستجد بمصر جماعة من الترك

<<  <   >  >>