خشقدم، ثم أخلع على الأمير قايتباى المحمودى واستقر به أتابك العساكر عوضا عن نفسه وأخلع على الأمير جانى بك قلقسيز واستقر به أمير سلاح عوضا عن قنبك المحمودى وأخلع على الأمير خاير بك واستقر به دوادارا كبيرا عوضا عن الأمير يشبك الفقيه وأخلع على الأمير تمراز واستقر به حاجب الحجاب بعد ما كان واليا ثم قبض على الشرفى يحيى ابن الأمير يشبك الفقيه وصادره بسبب فرار ابنه، واستمر الملك الظاهر تمربغا فى السلطنة أياما يسيرة ثم وثب عليه الأمير خاير بك طلع إلى القلعة هو وحشداشيته الخشقدمية، وذلك أن الأمير خاير بك طلع إلى القلعة فى ليلة الاثنين سادس شهر رجب، فلما طلع بعد المغرب دخل إلى القصر الكبير وكانت ليلة موكب والأمراء مجتمعين فقبض على السلطان تمربغا وعلى الأمراء وحبسهم تحت الخرجة التى يجلس فيها السلطان، ثم إن خاير بك جلس على سرير الملك فى تلك الليلة من غير مبايعة، ولا حضر الخليفة ولا القضاة ثم إن جماعة من الخشقدمية باسوا له الأرض فى القصر الكبير، وتلقب بالظاهر مثل أستاذه خشقدم. فلما بلغ الأتابكى قايتباى ذلك وكان ثانيا من الأمراء فى الربيع فحضر تحت الليل والتف عليه جماعة من الاينالية والظاهرية وركب فى الليل وطلع إلى الرملة:
فلما بلغ الأمير خاير بك ذلك ضاق عليه الأمر، فأطلق السلطان تمربغا والأمراء الذين كان سجنهم كما تقدم تحت الخرجة، وأجلسه على سرير الملك وانبطح بين يديه وقال له:
وسطنى فلا باغى عليك فعفا عنه الملك الظاهر تمربغا. فلما استقر الصباح انكسر المماليك الخشقدمية وملك الأتابكى قايتباى باب السلسلة والأسطبل السلطانى، فعند ذلك اجتمع رأى الأمراء على سلطنة الأتابكى قايتباى وأحضروا له خلعة السلطنة، فامتنع من ذلك وصار يبكى ويقول دعونى من ذلك فلا زالوا عليه حتى سلطنوه وخلعوا الظاهر تمربغا من السلطنة ودخلوا به إلى البحرة. فكانت مدة سلطنة الملك الظاهر تمربغا بالديار المصرية شهرين إلا يومين فكان الأمر القائل فى المعنى.
لم أستتم عناقه لقدومه … حتى ابتدأت عناقه لوداعه
ولم يعلم بأن أحدا من ملوك الترك خلع وهو فى هذا الشرف أقل من هذه المدة سوى يلباى وتمربغا فما كان أغناهما عن هذه السلطة. ولما خلع الظاهر تمربغا من السلطنة ودخل إلى البحرة، فأقام بها وهو فى غاية العز والإكرام، ثم رسم له السلطان قايتباى بأن يتوجه