للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وطلع من باب سر القصر الأمير الأبلق وجلس على سرير الملك ودقت الكوسات ونودى باسمه فى القاهرة وضج الناس له بالدعاء وتلقب بالملك الظاهر وباس له الأمراء الأرض.

فلما تم أمره فى السلطنة أخلع على من يذكر من الأمراء من أرباب الوظائف، وهم:

المقر السيفى جرباش المحمدى واستقر أتابك العساكر عوضا عن نفسه، وأخلع على الأمير قرقماش الجلب واستقر به أمير سلاح وأخلع على الأمير قائم التاجر المؤيدى واستقر به أمير مجلس، وأخلع على الأمير جانى بك نائب جده واستقر دوادارا كبيرا وأخلع على الأمير جانى بك الظريف واستقر به دوادارا ثانيا بتقدمة ألف، وأخلع على الأمير يلباى المؤيدى واستقر أمير أخور كبير وأخلع على الأمير أزبك من ططخ واستقر به حاجب الحجاب ورسم بإحضار الأمير تمربعا من مكة، فلما حضر استقر به رأس نوبة النواب، وخلع على الأمير أينال الأشقر واستقر به والى القاهرة فأقام مدة ثم نقله إلى نيابة ملطية واستقر بالأمير تمراز والى القاهرة وانخلع على الأمير تنم رصاص واستقر به محتسب القاهرة ثم أنعم بتقادم ألوف على جماعة من الأشرفية والظاهرية والمؤيدية وعلى جماعة منهم بإمريات أربعين وأمريات عشرة، فهذا كان ترتيب الأمراء أرباب الوظائف فى صدر دولته، ثم انتقلت الوظائف من بعد ذلك إلى جماعة كبيرة من الأمراء حسبما يأتى ذكرهم فى مواضعه، ثم إنه فرق الإقطاعات السنية على جماعة كثيرة من المماليك السلطانية، أنفق على العسكر نفقة كاملة لكل مملوك مائة دينار وأرضى العسكر بكل ما يمكن وتم أمره فى السلطنة واستقامت أموره.

ثم فى أوائل دولته فى أواخر شهر رمضان. وصل المقر السيفى جانم الأشرفى نائب الشام إلى خانقاه سرياقوس وكان جماعة من الأشرفية قد كتبوا للأمير جانم على أنه يحضر حتى يولوه السلطنة، فلما ركبوا على الملك المؤيد أحمد وخلعه من السلطنة وولوا به الظاهر خشقدم فلم ينل الأمير جانم شيئا وتعصب جماعة من الظاهرية والمؤيدية للظاهر خشقدم ومنعوا الأمير جانم من دخوله إلى القاهرة وأرسلو إليه الصاحب علاى الدين الأهناسى إلى سرياقوس ليلة عيد الفطر فمد له هناك مدة عظيمة.

ثم إن الظاهر خشقدم أنعم على الأمير جانم نائب الشام، وبترك الأمير يونس الدوادار جميعه وأنعم عليه بمال ورسم له أن يتوجه إلى الشام على عادته. فلما توجه إلى الشام أرسل السلطان إلى نائب قلعة دمشق بأن يقبض على جانم نائب الشام فأرمى عليه وهو فى

<<  <   >  >>