للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زوجة الأمير برد بك الدوادار ثانى مملوك الأشرف أينال فحجوا ورجعوا إلى القاهرة فى سنة إحدى وستين وثمانمائة.

ومن الحوادث فى أيامه: أنه أبطل معاملة الفضة العتيقة جميعها وأخرج فضة جديدة تصرف معاددة كل أشرفى بخمسة وعشرين نصف واستمر على ذلك إلى الآن وبطلت تلك المعاملة القديمة.

ومن الحوادث فى أيامه: أن نجما ظهر فى السماء من جهة الشرق وله ذنب طويل فأقام مدة واختفى فجاء عقب ذلك فناء عظيم وأقام مدة طويلة وفنى فيه من المماليك والعبيد والجوارى والأطفال كثير وكان من الفصول القوية وذلك فى سنة ثلاث وستين وثمانمائة.

ومن الحوادث فى أيامه: قد وقع حريق ببولاق من عند جامع زين الدين الأستادار إلى حمام ابن البارزى فاحترق فى هذه الواقعة عدة ربوع وبيوت، وكان ذلك فى يوم الجمعة بعد العصر إلى آخر الليل واستمر فى ثلث السنة يحترق فى كل ليلة أماكن كثيرة فى الحارات والشوارع وأقام ذلك مدة طويلة وصار الناس فى وجل من ذلك حتى خف هذا الأمر عن الناس ولا علم من كان يفعل ذلك، ثم إن الأشرف أينال اعتمر فى السلطنة وطالت أيامه بها وعاش فى أرغد عيش إلى أن مرض وسلسل فى المرض حتى مات فى يوم الخميس خامس عشر جمادى الأول سنة خمس وستين وثمانمائة، ودفن من يومه بعد العصر فى تربته التى أنشأها فى الصحراء، ومات وله من العمر نحو الثمانين سنة، وخلف من الأولاد أربعة: اثنان ذكور وهما المقر الشهابى أحمد والمقر الناصرى محمد، واثنان بنات إحداهما زوجة الأمير يونس الدوادار الكبير والأخرى زوجة الأمير برد بك الدوادار الثانى. فكانت مدة سلطنته بالديار المصرية ثمانى سنين وشهرين وستة أيام وكان خلع نفسه من الملك وتسلطن ولده المقر الشهابى أحمد وعاش بعد خلعه من السلطنة أياما حتى مات.

وكان طويل القامة، أسمر اللون، خفيف العوارض وكان يعرف بأينال الأجرود، وكان ملكا حليما هينا لينا قليل السفك للدماء، قليل الأذى للرعية ولولا جور مماليكه فى حق الناس لكان خيار ملوك الجراكسة كلهم. وكانت أيامه لهوا وانشراحا ودام فى السلطنة بين أولاده إلى أن مات على فراشه. وكان غالب الأمراء أصهاره وكانت دولته ثابتة القواعد. أما أتابكيته فالمقر السيفى تانى بك الظاهرى وولده المقر الشهابى أحمد. وأما دواداريته:

<<  <   >  >>