ثم رسم السلطان للأمير علاء الدين بن الطبلاوى والى القاهرة بأن يتسلم محمد بن محمود الاستادار ثم نزل الزينى صندل الخازندار إلى بيت الأمير محمود، فحضروا فى مكان خلف مدرسته التى فى القربيين فوجدوا عدة أزيار كبارا وصغارا والكل فيها دراهم نقرة، ثم حفروا فى مكان أخر خلف بيته فوجدوا فيه جرة كبيرة فيها ذهب، وأخرى فيها فضة، ثم قبضوا على بوّابه موسى وعصروه، فأقر على مكان بالإسكندرية وهو مخزن حمار فأرسلوا إليه من حفره فوجدوا فيه مائتين وثلاثين ألف دينار وستة وثلاثين ألف دينار فأحضروها إلى الخزائن الشريفة ووجدوا له عند مملوكه لاجين ثلاثين ألف دينار، وعند مملوكه شاهين أربعين ألف دينار، ووجدوا له عند قاضى القضاة المالكى ولى الدين بن خلدون عشرين ألف دينار، ووجدوا له عند إمامه سراج الدين ثلاثين ألف دينار، ووجدوا عند فراشه شقير ستين ألف دينار، ثم حفروا مكانا عند باب سره فوجدوا فيه بكلة نحاس فيها ذهب نحو ستين ألف دينار، ثم وجدوا فى مدرسته التى بالقربيين فى مكان فيها خمسين ألف دينار، ووجدوا له فى مكان عند جامع الأزهر زير فيه مائة وسبعة وثلاثون ألف دينار، ووجدوا له فى مكان بالقرب من باب البرقية عند جارية سوداء زير فيه مائة ألف دينار وثلاث برانى فيها لؤلؤ كبار وفصوص مختلفة الألوان، ووجدوا له عند شخص إسكافى كنابيش وطرز زركش وحوايص ذهب، ووجدوا له عند باب سره الذى فى حارة بنى سيس فى مكان زلعة كبيرة فيها ذهب فما علم قدر ما فيها فتسلم ذلك جميعه الزينى صندل المنجكى الخازندار وذلك كله، غير ما وجد من القماش والأوانى والفرش والبرك والأملاك والضياع والبساتين والمراكب والمعاصر والخيول والبغال والجمال والجوارى والعبيد والمماليك والطواشية وحلى نسائه وسراريه وأولاده وهذا الموجود مقرب من موجود الصاحب علم الدين بن زنبور وقد تقدم ذلك فى أول الكتاب فى دولة الملك الصالح ابن الناصر محمد بن قلاوون.
ثم إن السلطان أمر بتسليم الأمير محمود وولده محمد إلى شاد الدواوين فكان كما قيل فى المعنى.