للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العلائى الطويل والأمير طشتمر الدوادار الكبير فلما بلغ الأمراء الذين بالقاهرة مجئ الأمراء من العقبة خرجوا إليهم على حمية واتقعوا معهم فساق خلفهم الأمير قطلقتمر العلائى الطويل والأمير طشتمر من بركة الحاج إلى رأس السوة فتكاثروا عليهما المماليك والأمراء فانكسر وهرب الأمير طشتمر الدوادار نحو الباب المحروق، ثم مسكوا الأمير قطلقتمر والأمير طشتمر وقيدوهما وحبسوهما بالقلعة وفى ذلك يقول ابن العطار.

إن كان كشتمر طغى … وأتى بحرب يسرع

وبغى سيؤخذ عاجلا … ولكل باغ مصرع

وقيل لما قتل الأشرف شعبان قام فى البير أياما حتى ظهرت رائحته وعلموا بمكانه فطلع به بعض الخدام من البير تحت الليل وجاءوا به فى تابوت وأحضروه إلى مدرسة والدته التى فى التبانة فغسلوه هناك وكفنوه وصلوا عليه ودفن بالقبة التى تجاه قبة والدته.

وكان الملك الأشرف شعبان من أجل الملوك قدرا لم ير فى الملوك أحلم منه، وكان هينا لينا محبا للعلماء والصلحاء محسنا لأقاربه وبنى لعمه بخلاف من تقدمه من الملوك، فكانت مدة سلطنته بالديار المصرية أربعة عشر سنة وشهرين وعشرين يوما، ومات وله من العمر نحو أربعة وعشرين سنة وتولى الملك وعمره عشرين سنة وكان مولده فى سنة أربع وخمسين وسبعمائة. ولما مات خلف من الأولاد ستة وهم: المنصور على وكان أكبرهم وسيدى أمير حاج وسيدى قاسم وسيدى محمد وسيدى اسماعيل وسيدى أبو بكر وولد له بعد موته سيدى أحمد من خوند سمراء. وخلف من البنات سبع، وفتحت فى أيامه مدينة سيس وسنجار ودوركى، وكانت الدنيا فى أيامه هادئة من الفتن وجور العربان والتركمان وغيرهم وفيه يقول بعض الشعراء هذه الأبيات.

بالملك الأشرف المهدى … شعبان فزنا بكل فضل

من وطن اللون والرعايا … بطى ظلم ونشر عدل

ولما قتل الأشرف شعبان فى ليلة الثلاثاء سادس ذى القعدة من سنة ثمان وسبعين وسبعمائة رثاه القيم خلف الغبارى بهذه القطعة الزجل الغريبة فى فنها وحسن أسلوبها وهى هذه القطعة.

عن منازل طالع القلعة … كوكب السعد اختفى حين بان

اقتران زحل مع المريخ … وكسوف شمس انتقال شعبان

<<  <   >  >>