للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مقلد به فجلس على سرير ملكه ونودى باسمه فى القاهرة وصاح له الناس بالدعاء وفى ذلك يقول الشيخ علاء الدين الوداعى لما عاد الملك الناصر.

الملك الناصر قد أقبلت … دولته مشرقة الشمس

عاد إلى كرسية مثلما … عاد سليمان إلى الكرسى

ولما استقر الملك الناصر فى السلطنة اخلع على الأمير أقوش الأقرم واستقر به نائب دمشق، وأخلع على الأمير قراسنقر الأعسر واستقر به وزيرا وأخلع على الأمير حسام الدين واستقر به استادارا واخلع على جماعة من الأمراء غيرهم. ثم جاءت الأخبار فى أوائل دولته بحركة التتار وهو غازان بن أرغون بن أبغابن هولاكو ملك التتار، فجاءت الأخبار بأنه وصل إلى الفرات فى عسكر، نحو مائة ألف مقاتل وهذه الفتنة التى أثارها فقجق نائب دمشق لما عصى فى أيام السلطان لاجين وتوجه إلى عند القان غازان وهيجه على الحضور إلى دمشق.

فلما بلغ السلطان الملك الناصر مجئ غازان فجهز إلى الخروج إليه وعرض العساكر وعين الأتابكى بيبرس الجاشنكير، يتوجه قدام العسكر فى الجاليش ثم خرج السلطان فى عسكر عظيم وذلك فى سنة تسع وتسعين وستمائة، وجد فى السير فوصل إلى دمشق فى ثامن ربيع الأول، وكان خروج السلطان من مصر فى نصف شهر صفر فدخل إلى دمشق ومعه الخليفة والقضاة الأربعة والأمراء والعسكر وتقاتلوا معهم.

فلما كان يوم السبت سابع عشر ربيع الأول: وردت الأخبار إلى دمشق بأن العسكر المصرى انكسر وهرب السلطان فى نفر قليل من العسكر وتوجه إلى نحو بعلبك فاضطربت دمشق لذلك وحار الناس فى أمرهم ثم حطم غازان بمن معه من العساكر على دمشق فخرج إليه القضاة والمشايخ وأعيان الناس من دمشق، فلما حضروا بين يدى غازان، فقال لهم: قد أرسلت إليكم أمانا قبل حضوركم فرجعوا إلى دمشق وقروا الأمان الذى أرسله غازان على منبر جامع بنى أمية ثم حضر الأمير قفجق المقدم ذكره ونزل بالميدان الكبير وأرسل إلى نائب قلعة دمشق بأن يسلم إليه القلعة فأبى نائب قلعة دمشق من ذلك. وقال: السلطان موجود فكيف أسلم القلعة؟ فلما بلغ غازان ذلك أمر عسكره بأن ينهبوا ضواحى دمشق

<<  <   >  >>