للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من القول كانوا يضحكون من الذين آمنوا؛ لتدل على الاهتمام والاختصاص، يضحكون خاصة من الذين آمنوا على فقرهم وضعفهم ورثاثة حالتهم وغيرها.

يضحكون: يضحكون بصيغة المضارع تدل على أنّ الضّحك من المؤمنين أصبح عادة ومتكرراً ومتجدداً، ولم يقل ضحكوا من الذين آمنوا؛ أي: ضحكوا وانتهى الأمر، ويضحكون لتدل على حكاية الحال وبشاعة ضحكهم وكأنّه يحدث الآن وأنّه أمر مزعج.

سورة المطففين [٨٣: ٣٠]

﴿وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾:

هذه هي الصّفة الثّانية: الغمز، وأمّا الأولى فكانت: الضّحك منهم.

﴿وَإِذَا﴾: شرطية ظرفية تدل على حتمية الحدوث.

﴿مَرُّوا بِهِمْ﴾: أي مروا قريباً من المؤمنين (بهم تعني قريباً منهم).

﴿يَتَغَامَزُونَ﴾: الغمز هو إرخاء الجفن أو الحاجب إلى الأعلى أو السفل استهزاءً بالآخرين، وهو نوع من أنواع الخبث يستعمله المتكبر أو المستهزئ ليشعر من هو من صنفه أو أمثاله أنّه يهزأ بشخص آخر.

سورة المطففين [٨٣: ٣١]

﴿وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ﴾:

هذه هي الصفة الثالثة ﴿فَكِهِينَ﴾: مسرورين ملتذّين وفرحين بالسّخرية والاستهزاء من المؤمنين.

﴿وَإِذَا﴾: ارجع إلى الآية (٣٠) من السورة نفسها.

﴿انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ﴾: أي رجعوا إلى أهلهم، وهناك فرق بين الانقلاب والرّجوع، الانقلاب: هو الرّجوع ولكن ليس إلى الحالة نفسها أو الوضع الذي بدأ منه. ارجع إلى سورة التوبة الآية (٩٥) لمزيد من البيان في معنى الانقلاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>