﴿آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ﴾: الإيتاء هو العطاء بدون تملك؛ أي: يمكن استرداد ما أُعطي، والإيتاء يشمل الأشياء المادية والحسية والمعنوية، فهو أعم من العطاء. والإيتاء قد يكون بشكل خفي، والإيتاء هنا في هذه الآية يعني: الإلهام.
أو آتيناه الحكمة، وكما قال سبحانه: ﴿يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [البقرة: ٢٦٩].
﴿لُقْمَانَ﴾: اختلف المفسرون فيه؛ فمنهم من قال: لقمان بن ثادان رجل صالح، كان حكيماً، أعطاه الله الحكمة، عاصر داود، وقيل: أخذ عنه العلم، ولم يكن نبياً في أكثر الروايات، وقيل: كان حبشياً، أو من سودان مصر.
وليس هناك سند صحيح يدل على نبوته.
﴿الْحِكْمَةَ﴾: ارجع إلى الآية (٢٦٩) من سورة البقرة لبيان معنى الحكمة. وقيل: هي إحسان القول وإحسان العمل معاً، أو توفيق القول بالعمل.
﴿أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ﴾: أن: تعليلية أو تفسيرية للحكمة؛ وتعني:
آتيناه الحكمة ووصيناهُ بالشكر لله.
أو آتيناه الحكمة أن اشكر لله؛ أي: من الحكمة أن تشكر الله.