من المفسرين من قال: هذه السورة تتمة للسورة السابقة سورة الفيل، فربط بينهما بالقول فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش.
﴿لِإِيلَافِ﴾: اللام لام الاختصاص أو لام التّعليل، إيلاف: مصدر ألِف الشّيء إذا اعتاده وألِفه، والإيلاف: الالتئام والتّجمع والمحبة كقوله تعالى: ﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾ أي: كانت حماية الله ﷾ للكعبة (البيت الحرام) بجعل أبرهة وجيشه كعصف مأكول تكريماً للبيت الحرام وحرمته، ودوامه، وسبباً لدوام قريش على التآلف والمحبة بين القبائل والتّجمع حول الكعبة، وعدم النّفور والتّفرق، وكذلك سبباً لدوام رحلتي الشّتاء والصّيف اللتين هما مصدر العيش لقريش في هذه الصّحراء، فأبقى الله لهم رحلة الشّتاء إلى اليمن لجلب السلع أو المتاع الواردة من الهند والخليج، ورحلة الصّيف إلى الشّام لجلب أو شراء الحبوب والمواد الزّراعية والغذائية، حيث كانت مكة تعيش على التّجارة وعلى القيام بخدمة البيت الحرام الذي كان مصدر فخرهم ومجدهم، أو قد تعني لإيلاف قريش: من أجل إيلاف قريش لتعبد قريش رب هذا البيت.