الواو واو القسم. والله سبحانه لا يقسم إلا بشيء مهم وعظيم، وهو سبحانه غني عن القسم، ويشير القسم عادة إلى أهمية الأمر المقسم به وجواب القسم.
﴿وَالذَّارِيَاتِ﴾: أي: الرياح جمع ذارية مؤنث الذاري اسم فاعل من ذرا. تشمل الرياح أو الريح، وهي جند من جنود السموات والأرض، فالرياح (الريح اللينة) في القرآن تأتي في سياق الخير والرحمة، وأما الريح في القرآن فتأتي في سياق الهلاك والدمار والشر، وتسمَّى أحياناً الريح العقيم أو العاصفة أو الصرصر، وسُمِّيت بالذاريات؛ لأنها تذر التراب والرمل، وكما قال تعالى: ﴿الرِّيحَ الْعَقِيمَ مَا تَذَرُ مِنْ شَىْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ﴾ [الذاريات: ٤١ - ٤٢](ذرواً) مصدر يفيد التوكيد من فعل ذرا: فرق أو انتشر.
سورة الذاريات [٥١: ٢]
﴿فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا﴾:
الفاء: عاطفة، والصفات المعطوفة بالفاء تكون لموصوف واحد، وأما العطف بالواو كما لو قال تعالى: والحاملات وقرا؛ لدل ذلك على تغاير الذات (الصفات)؛ أي: الذاريات غير الحاملات كما ذكر الألوسي؛ الحاملات وقراً: الحاملات: أي: الرياح التي تحمل السحب الركامية التي قد تمتد وترتفع في السماء عشرات، بل مئات الكيلو مترات، وقِراً: الحمل الثقيل (وهي السحب الركامية) التي تحمل ماء المطر، وهو الوِقر: بكسر الواو، وسكون القاف: هو الحمل الثقيل من الماء المقدر بمئات وآلاف الأطنان، وهناك الوَقْر: بفتح الواو، وسكون القاف: وهو الثقل في السمع أو الأذن.