﴿عَيْنًا﴾: تعني التّسنيم يشرب بها المقربون، ولم يقل يشرب منها بل "يشرب بها المقربون" أي: يشربون منها مباشرة حتى الارتواء وحتّى يبلغوا مرامهم أو غايتهم، يشربون من العين مباشرة؛ أي: هم يرون العين نفسها فهم يتمتعون بلذة الشّرب ولذة النّظر معاً.
وماذا عن الأبرار؟ ارجع إلى سورة الإنسان الآية (٥) للبيان.
ولتعلم أنّ الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً، ولنعلم أيضاً أنّ الشّرب في الجنة هو للتلذذ وليس نابعاً عن الحاجة كما هو الحال في الدّنيا.
المناسبة: بعد أن ذكر المكذبين الذين يكذبون بيوم الدّين يذكر في الآيات الخمس التّالية بعضاً من أعمالهم وصفاتهم الأخرى في الدّنيا بالإضافة إلى التّكذيب.
﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا﴾: إنّ للتوكيد، الذين أجرموا: كفروا وتمادوا في الشّرك والعصيان ولم يتوبوا أمثال أبي جهل والوليد بن المغيرة والعاصي بن وائل وغيرهم من الكفار ارجع إلى سورة الأنعام آية (٥٥)، وسورة الجاثية آية (٣١) لبيان معنى الذين أجرموا.
﴿كَانُوا﴾: في الدّنيا.
﴿مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾: أمثال عمار وصهيب وبلال وغيرهم من فقراء المسلمين في بداية الإسلام أو من جاء بعدهم.
﴿يَضْحَكُونَ﴾: من حال المؤمنين المادية وفقرهم ورثاثة ثيابهم وقوتهم، وترك دين الأجداد واتباع محمّد ﷺ، وقدّم "الذين آمنوا" على "يضحكون" بدلاً