﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ﴾: نداء إلى الناس كافة، وكلمة الناس: مشتقة من النوس؛ أي: الحركة، وهذا ما يوصف به الناس؛ لكثرة حركتهم، وكلمة الناس تشمل الإنس والجن (الثقلين)، وكلمة الناس: لا تدل على عدد مُعين، وكلمة الناس: أوسع من الإنس.
﴿اتَّقُوا رَبَّكُمُ﴾: اتقوا عذابه، أو عقابه؛ بإطاعة أوامره، واجتناب نواهيه؛ من الوقاية: وهي أن تجعل بينك وبين عقابه مانعاً ووقاية، أو سخطه وغضبه.
ولم يقل: اتقوا الله؛ لأن المقام مقام خلق، والرب هو الخالق، والمربي، والرازق، وفي مقام العبادة، والتشريع يأتي بكلمة الله، سبحانه، أو إلهكم.
﴿الَّذِى خَلَقَكُمْ﴾: الذي: اسم موصول، والخلق: بالنسبة إلى الله سبحانه هو الإيجاد من العدم، والخلق لغة: هو التقدير، والتسوية؛ أيْ: كافة البشر بما فيهم آدم وحواء، وكل إنسان خلق من نفس الجنس البشري، أو من أصل واحد، من نفس واحدة خُلقت منها كل النفوس، وأما الجعل كقوله تعالى: ﴿وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا﴾ [الأعراف: ١٨٩]؛ الجعل: يكون أو يتم بعد الخلق؛ أي: الخلق أولاً كمرحلة ابتدائية ثم الجعل مرحلة ثانية بعد الخلق.