﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ﴾: يا أداة نداء للبعيد، الهاء للتنبيه، النّاس: مشتقة من النّوس، الحركة الدّائمة، والنّاس تشمل الإنس والجن، وغالباً يأتي معها كلمة الرّب؛ لأنّ الرّب هو الخالق والمربي والمدبر والرّازق.
﴿اتَّقُوا رَبَّكُمْ﴾: بامتثال طاعة أوامره واجتناب نواهيه، اجعلوا بينكم وبين سخط وغضب القهار والجبار وقايةً. ثمّ يخبر سبحانه عن بعض أهوال السّاعة.
﴿إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ﴾: إنّ حرف مشبه بالفعل يفيد التّوكيد، زلزلة السّاعة، السّاعة؛ أي: ساعة تهدم النّظام الكوني الحالي، وهي الزّلزلة المذكورة في قوله: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾ [الزّلزلة: ١]، وزلزلة: مصدر مشتق من الفعل: زلزل؛ أي: زل زل: إذا زل في الطين، أو وقع من مكانه فهناك زل الأولى، وزل الثّانية فهناك وقوع أوّل ووقوع ثانٍ، أو زلزلتان: الزلة الثانية ليست استمراراً للأولى وإنما زلة جديدة؛ أي: هناك زلزلة متكررة، ولكن باتجاه معاكس كما يحدث في حوادث الاصطدام: يتحرك الجسم في السّيارة بسرعة السّيارة، فعندما يحاول السّائق