انتهت سورة القمر بقوله: ﴿عِنْدَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ﴾ هو الرّحمن أو مليك مقتدر، الرّحمن، وابتدأت هذه السورة باسم من أسماء الله الحسنى (الرحمن)، وختمت باسم آخر من أسمائه الحسنى (ذي الجلال والإكرام).
من أسماء الله الحسنى المشتقة من الرّحمة صيغة مبالغة على وزن فعلان كثير الرّحمة لا أرحم منه لخلقه، ويدل على التّجدد والتّكرار أي رحمته تعالى في تجدد وتكرار واستمرار وقد قيل أنّه رحمان الدّنيا رحمته تشمل المؤمن والكافر.
وأمّا الرّحيم فهو خاص بالمؤمنين. ارجع إلى سورة الفاتحة آية (١) لمزيد من البيان.
سورة الرحمن [٥٥: ٢]
﴿عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾:
يستهل الله سبحانه سورة الرحمن بذكر أعظم النعم الإلهية على عبده وأجلها على الإطلاق نعمة تعلم القرآن.
﴿عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾: أيْ: علم تلاوته ومعانيه وحفظه وتدبره، وتم ذلك عن طريق جبريل ﵇ لرسول الله ﷺ، ثم بالتواتر عن رسول الله ﷺ إلى الصحابة، ثم الصحابة إلى التابعين، وهكذا حتى وصل إلينا.
فبدأ باسم الرّحمن المشتق من الرّحمة، ومن أجلّ وأعظم مظاهر رحمته