﴿سَبَّحَ لِلَّهِ﴾: التّسبيح هو تنزيه الله تعالى تنزيهاً كاملاً من كلّ نقص وعجز وعيب وولد وشريك وندّ ومثيل تنزيهاً لذاته فلا ذاتاً مثل ذاته، ولصفاته فلا صفة مثل صفاته، ولأفعاله فلا فعلاً مثل أفعاله، تنزيهاً مطلقاً ليس مرتبطاً بزمان ولا مكان.
والتّسبيح لا يكون إلا لله وحده فلا يوجد غيره تعالى ليُسبَّح، والتّسبيح أمر ثابت لله تعالى في الماضي والحاضر والمستقبل، والتّسبيح هو نوع من أنواع الذّكر، فكل تسبيح هو ذكر وليس كلّ ذكر تسبيحاً.
وجاء التّسبيح بكلّ الصّيغ الماضي والحاضر والأمر؛ ليدل على أنّ تسبيحه مستمر منذ الأزل إلى أن تقوم السّاعة لا ينقطع أبداً ودائم بدوام ذاته وصفاته؛ تسبّح له السموات السّبع والأرض ومن فيهن، وسواء شارك الإنسان أم لم يشارك، فجاء بصيغة الماضي في سورة الحديد والحشر والصف قال تعالى: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ