السماء الدّنيا فقط وكل سماء تغلف الأخرى وأكبر من الأخرى، هذه السموات المبنية بناء عظيماً وشديداً وكما قال تعالى: ﴿وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا﴾ [النبأ: ١٢]، ومحبوكة بالحبك ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴾ [الذاريات: ٧]، وما لها من فروج.
﴿بَنَاهَا﴾: أي ربطها وجعلها محكمة البناء بقوى الجاذبية والتّنافر والقوى الكهرومغناطيسية المتولدة عن الأجرام السّماوية حولها، وجعلها متوازنة وكما قال تعالى: ﴿مَا تَرَى فِى خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ﴾ [الملك: ٣]، وبناء السماء من أعظم دلائل القدرة الإلهية فهناك أكثر من (٢٠٠ ألف مليون) مجرة فيها ملايين النجوم والكواكب والمذنبات والشهب والتّوابع ولم يحط الإنسان بها علماً حتى الآن إلا بجزء أو طرف من السماء الدّنيا، فما بالك بالسموات الأخرى!
سورة النازعات [٧٩: ٢٨]
﴿رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا﴾:
السّمك هو البعد الارتفاعي؛ أي: مقدار الارتفاع من الأسفل إلى الأعلى، يعني: رفعها عالياً أو زاد عرضها من جراء التّوسع كقوله: (وإنا لموسعون) فهذه النّجوم التي نراها تُزين السماء الدّنيا تبعد بعضها عنا مليوني سنة ضوئية كما بينت الدراسات بالتلسكوب.
﴿فَسَوَّاهَا﴾: جعلها متوازنة مستقرة تامة كاملة البناء، لا تفاوت فيها ولا اعوجاج ولا فطور ولا شقوق رغم الاتساع والتّمدد، فسوّاها تعني: بالاستقرار والكمال.
سورة النازعات [٧٩: ٢٩]
﴿وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا﴾:
﴿وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا﴾: أي أظلم ليلها: جعله مظلماً؛ أي سترها بالليل كاللباس بدوران الأرض وكرويّتها، فحال دون وصول أيّ ضوء إلا ضوء القمر في الليل.
﴿وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا﴾: ضوءها ونهارها، وعبّر عن النّهار بالضّحى، والضّحى