﴿أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ﴾: وما أعلمك أو نبأك ما هي سقر، فلا يعلم كنهها وعظمتها إلا الله، ومهما قدرت حالها فهي أعظم من ذلك، وسنطلعك على بعض شأنها الآن، فهي لا تبقي ولا تذر، ولمعرفة الفرق بين ما أدراك وما يدريك ارجع إلى سورة الحاقة آية (٣).
سورة المدثر [٧٤: ٢٨]
﴿لَا تُبْقِى وَلَا تَذَرُ﴾:
﴿لَا تُبْقِى﴾: لا تبقي شيئاً حياً يلقى فيها إلا أهلكته وقضت عليه.
﴿وَلَا تَذَرُ﴾: ولا تذر من أهلكته يبقى ميتاً من دون عودة ثانية للحياة لكي يعذب ويموت، وهكذا كقوله تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ﴾ [النساء: ٥٧].
سورة المدثر [٧٤: ٢٩]
﴿لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ﴾:
﴿لَوَّاحَةٌ﴾: تلوح وتظهر للعيان من مسافات بعيدة، فلا تخفى على أحد من البشر، أو لواحة من لوحته الشّمس: أيْ: أحرقته حرقاً كاملاً أيْ: مغيرة للون البشرة بالسواد بعد أن كانت بشرة حسنة الهيئة.
ولواحة للبشر قد تعني كلا المعنيين معاً.
﴿لِّلْبَشَرِ﴾: اللام لام الاختصاص، البشر: الإنس من أهل النار وسُّمو بشراً من البشرة بشرة جلد الإنسان المكشوفة وتعني: حسن الهيئة والظهور وعدم الاختفاء كالجن.
سورة المدثر [٧٤: ٣٠]
﴿عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ﴾:
قيل: خزنة جهنم (١٩) من الملائكة.
لما نزلت هذه الآية ﴿عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ﴾ قال أبو جهل: يخوفكم محمّد بتسعة