﴿وَأَنَّهُمْ﴾: أن للتوكيد وأنّهم قد تعود على الجن أو تعود على كفار مكة أو كلاهما؛ أي: الجن ظنوا؛ الظن: هو الاحتمال الراجح، كما ظننتم يا كفار مكة أو بالعكس أنّه لا بعث ولا جزاء بعد الموت أو لن يبعث الله تعالى رسولاً مثل محمد ﷺ ينذر النّاس من عذاب الله ويدعوا إلى التوحيد.
﴿أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا﴾: أن: للتوكيد، لن: لنفي المستقبل القريب والبعيد، يبعث الله أحداً: بعد الموت للحساب والجزاء أو لن يبعث الله سبحانه رسولاً فأخطؤوا كما أخطأتم أو قد تشمل كلا المعنيين.
﴿لَمَسْنَا السَّمَاءَ﴾: لمسنا: لمس فعل ثلاثي معناها طلب والتمس معناها وكرَّر في الطلب أي: فيه مزيد من الطلب والجهد مثل جهد واجتهد، لمسنا السّماء: طلبنا الخبر أو قصدنا كالعادة بلوغ السّماء الدّنيا والاستماع إلى الملائكة لمعرفة خبر السّماء أي: بعض ما تقوله الملائكة.
فقد كان الجن يسترقون السّمع من الملأ الأعلى (الملائكة) لكي يخبروا بها الكهان وأولياءَهم إضلالاً للناس.