﴿تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾: بنسبة الزّوجة والولد إليه ﷾ أو الشّريك والند والمثيل وقدَّم الإنس على الجن؛ لأنّ الإنس أبعد عن الكذب على الله من الجن، والأنس أقرب إلى الرشد فقدم الأفضل.
كذباً: جاء بصيغة النكرة ليشمل كل أنواع الكذب المطلق، أو غير المحدد أي: لم يخطر على بالنا أنّ أحداً يجترئ على الله أيَّ نوع من الكذب؛ أي: سمعنا هذا القرآن فعلمنا بطلان ما كنا نظنه من اتخاذ الصاحبة والولد.
﴿كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ﴾: أي: رجال من الإنس يعوذون: يلجؤون ويطلبون الحماية والعون والشّفاء وغيرها برجال من الجن يلجؤون إليهم مما يحاذرونه ويظنون أنّ الجن يستطيعون أن يقدِّموا لهم العون أو الحماية أو الشفاء، وقيل: يعوذون: أعاذ مما يخاف، ولاذ فيما يؤمل.
﴿فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾: الرّهق قيل: الضّلال وارتكاب المحرمات، وأصل الرهق: غشيان المحظور، وقيل: التّعب والذّعر والخوف وزادهم رهقاً أنّ كلاهما الجن والإنس ازدادوا رهقاً من وراء هذا اللجوء، وطلب العون، ولا تعني الإنس وحدهم.
فلما جاء الإسلام منع ذلك وأمرهم بالاستعاذة بالله وحده، وذمَّ المستعيذين بغير الله تعالى، وبيَّن أن الاستعاذة بغير الله نوع من الشّرك.