﴿كَفَّارًا﴾: صيغة مبالغة أي: كثير الكفر، وتفيد التكرار، والتجدد، والاستمرار على الكفر، وبارع في ممارسة الكفر ومدمن عليه، وكفاراً تضم كل الكافرين. ارجع إلى سورة الممتحنة آية (١٠) للبيان.
السّؤال هنا: كيف علم نوح أنّهم لن يلدوا إلا فاجراً كفاراً، الجواب: لأنّ الله سبحانه أخبره أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن وأنّهم لن يلدوا إلا فاجراً كفاراً.
هذه دعوة نوح الثّانية والأولى كانت رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً أو هي تتمة دعاء نوح الذي دعا فيه رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً، ثم قال: رب اغفر لي ولوالدي.
﴿رَبِّ اغْفِرْ لِى﴾: الغفر هو السّتر أي: استر ذنوبي وسيئاتي وامحوها ولا تعاقبني عليها؛ أي: بدأ بنفسه.
﴿وَلِوَالِدَىَّ﴾: قيل: كانا مؤمنين بدأ بنفسه، ثم بالدّعاء لوالديه، ثم لولده وعائلته، ثم استغفر لوالديه.
﴿وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِىَ مُؤْمِنًا﴾: أي: داره أي: ولده وعائلته. وقيل: بيتي: مسجدي، ثم استغفر لمن دخل بيته مؤمناً؛ أي: من أسلم أو آمن من أهل بيته؛ لأن امرأته لم تكن مؤمنة.
ولا تعني كل من دخله من البشر؛ لأنّه قال بعد ذلك وللمؤمنين والمؤمنات أي: لكل مؤمن ومؤمنة.
﴿وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾: والمؤمنين تضم الذّكور والإناث كلا الجنسين،