دعا نوح بهذا الدعاء بعد أن أوحى إليه ربه: ﴿أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [هود: ٣٦].
﴿رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ﴾: لا النّاهية لا تترك على وجه الأرض.
﴿مِنَ﴾: استغراقية تشمل كل كافر.
﴿الْكَافِرِينَ دَيَّارًا﴾: أي: لا تبق من الكافرين على وجه الأرض حياً يسكن الدّيار، أو يمشي في الأرض، دياراً: مشتقة من الدّار أي: نازل داراً أو مشتقة من الدّوران هو التّحرك أي: يمشي.
هذا تعليل أو تفسير لدعائه وطلبه من الله تعالى أن يهلك الكافرين.
﴿إِنَّكَ إِنْ﴾: تعليلية وتفيد الاستقبال.
﴿تَذَرْهُمْ﴾: تبقيهم أحياء ولا تهلكم بعذاب.
﴿يُضِلُّوا عِبَادَكَ﴾: يزيدوا عبادك ضلالاً وحيرة وبعداً عن طريق الحق والصواب والهدى.
﴿وَلَا﴾: الواو عاطفة، لا: النافية.
﴿يَلِدُوا إِلَّا﴾: أداة حصر.
﴿فَاجِرًا﴾: اسم فاعل من الثّلاثي فجر، والفجور: يعني: التمادي في المعاصي والفواحش والفسوق، وقيل: هو فساد القول والفعل والكفر هو فساد العقيدة أي: الاعتقاد أو الفساد والميل عن الحق إلى الباطل.