للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والتعذيب في النار، أو غيره، والوقوع في المعاصي، والنفاق، والعذاب، والصد عن سبيل الله، وغيرها.

﴿وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ﴾: طلباً للتأويل، وهو التحريف؛ ليوافق معتقداتهم الفاسدة، كما في تأويلهم خاتم النبيين: يقولون: إنه الخاتم الحقيقي الذي في الإصبع، وليس هو آخر النبيين، فهناك أنبياء سيأتون من بعده.

والتأويل: هو نقل ظاهر اللفظ إلى دلالة أخرى، أو معنى آخر، ولا يجوز التأول كيف نشاء وله شروطه.

أما التفسير: فهو كشف المراد من اللفظ، أو المعنى، أو الآية.

﴿وَمَا﴾: الواو: حالية؛ تفيد التوكيد، ما: نافية؛ لنفي الاستمرار، نفي مستمر.

﴿يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ﴾: أداة حصر؛ أي: الله وحده سبحانه هو الذي يعلم تأويل المتشابه.

﴿وَالرَّاسِخُونَ فِى الْعِلْمِ﴾: جمع راسخ، ورسوخ الشيء في الشيء ثبوته؛ أي: أتقنوا علمهم بلا شك ولا لبس، والقادرون على تأويله يعلمون المحكم والمتشابه، ويعلمون الشيء بدلائل كثيرة، ويعرفون أصل الشيء، ومن المفسرين من يقف على قوله إلا الله: ويفسرون المتشابه لا يعلمه إلا الله وحده ويبتدئ والراسخون في العلم يقولون، ومن المفسرين مَنْ عطف الراسخين في العلم على الله تعالى؛ أي: الله سبحانه، والراسخون في العلم يعلمون تأويل المتشابه، ونتيجة علمهم يقولون: ﴿آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾ (نؤمن به جميعاً).

وفي كلا الحالتين: إن علموا تأويله وحكمته، قالوا: آمنا به كلٌّ من عند ربنا (نؤمن بالمحكم والمتشابه جميعاً)، وإن لم يعلموا تأويله، وحكمته قالوا: آمنا به كلٌّ من عند ربنا، النهاية نفسها.

وهناك من المفسرين من قال: إن من المتشابه في القرآن ما هو حقيقي، لا

<<  <  ج: ص:  >  >>