يعلمه إلا الله سبحانه؛ كقوله: ﴿اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾، أو كيف ينزل إلى السماء الدنيا، ومن المتشابه ما هو نسبي، والراسخون في العلم قادرون على تأويله، وإرجاعه إلى ما جاء في المحكم.
وقيل: الراسخ: هو الثابت المتمكن في العلم.
﴿يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ﴾؛ (أي: المحكم والمتشابه)، ﴿كُلٌّ مِّنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾: المحكم من عنده، والمتشابه من عنده، لا يتناقض كلامه، ولا يختلف كتابه.
﴿وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾: ما: النافية، يذكر: أصلها يتذكر؛ أي: لا يغفل، ولا ينسى ذلك، أولو العقول النيرة الذين أسلموا وجوههم لله.
أولو التفكير، والتدبير، والحكمة، أو الصفوة من المؤمنين.
واللب: منطقة التفكير، والتدبر في العقل (وسموها قديماً باطن العقل).
وجاء تعريفهم في القرآن في سورة الزمر، آية (١٨): ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ﴾ (القرآن والسنة) ﴿فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾ (المحسنين) ﴿الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ﴾. ارجع إلى الآية (١٧٩)، والآية (١٩٧) من سورة البقرة؛ لمزيد من البيان.
﴿رَبَّنَا﴾: منادى محذوف منه ياء النداء، وهي الياء التي تفيد البعد، ولم يقولوا: يا ربنا؛ لأن الرب قريب جداً، ولا يحتاج إلى ياء النداء، فهو أقرب إلينا من حبل الوريد بعلمه ﷾.
﴿لَا﴾: الناهية، وحاشا الله أن يُنهى.
﴿تُزِغْ قُلُوبَنَا﴾: تزغ من الزيغ، وهو الميل عن الحق (ارجع إلى الآية: ٧)، والفرق بين الميل والزيغ: أن الميل عام في الحق والباطل، والمحبوب والمكروه، أما الزيغ: خاص بالحق.