للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿وَتُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ﴾: أيْ: في سبيل إعلاء كلمة الدّين والحق وابتغاء مرضاته.

﴿بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ﴾: قدَّم الأموال على الأنفس؛ لأنّها الآكد والأعم والجهاد يبدأ بالإنفاق والاستعداد والباء بأموالكم للإلصاق، وتعني: ببعض أموالكم، وقدَّم في سبيل الله: للحصر والقصر.

﴿ذَلِكُمْ﴾: ولم يقل: ذلك؛ لأنّ هناك عدة أمور مطلوبة منها الإيمان والجهاد وغيره وللمبالغة والاهتمام والتّوكيد.

﴿خَيْرٌ لَّكُمْ﴾: أيْ: أفضل لكم.

﴿إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾: إن شرطية تفيد الاحتمال والنّدرة، كنتم تعلمون: إن كنتم أهل دراية ووعي وعلم، أو كنتم تعلمون ما هي مصلحتكم وخيركم.

سورة الصف [٦١: ١٢]

﴿يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِى جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾:

يُبيِّن في هذه الآية والآية التي تليها ثمرة الإيمان والجهاد والاستقامة في سبيل الله ومنها:

﴿يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾: أيْ: يغفر لكم كلّ ذنوبكم، ولم يقل: يغفر لكم من ذنوبكم، من تعني: بعض ذنوبكم، كما هي الحال حين يخاطب غير لمؤمنين كما في الآية (٣١) في سورة الاحقاف وهي قوله تعالى: ﴿يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِىَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ﴾، والغفران يعني: السّتر والمحو والعفو والإثابة على الحسنات.

<<  <  ج: ص:  >  >>