﴿كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾: كأنّهم في اتحادهم وقتالهم في سبيل الله بنيان محكم لا فرج فيه ولا خلل، مرصوص من التّراص والتّلاصق والثّبات في الجهاد. يشد بعضه بعضاً.
المناسبة: بعد أن ذكر الله تعالى أنّه يحب الذين يقاتلون في سبيله كأنّهم بنيان مرصوص يذكر الله طرفاً من قصة موسى ﵇ مع قومه حين دعاهم إلى قتال القوم الجبارين ودخول الأرض المقدسة فخالفوه وعصوه، وقالوا له: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون.
﴿وَإِذْ﴾: تعني: واذكر إذ قال موسى لقومه.
﴿قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ﴾: ياء النّداء نداء فيه التّودُّد والتّحبُّب والاستعطاف، واللام في كلمة لقومه للاختصاص.
﴿لِمَ تُؤْذُونَنِى﴾: لم: استفهام تعجبي واستنكاري، تؤذونني: بأقوالكم وأفعالكم، كما ذكر ذلك في سورة الأحزاب الآية (٦٩): ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا﴾، أو تؤذونني بالعصيان ومخالفة أوامر الله سبحانه. وعبادة العجل والتكذيب بآيات الله وعدم دخول الأرض المقدسة أو اتهامه بعيوب غير حقيقية وقذفه بالباطل.
﴿وَقَدْ تَّعْلَمُونَ﴾: قد للتحقيق والتّوكيد.
﴿تَّعْلَمُونَ أَنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ﴾: من خلال كلّ هذه الآيات