والمعجزات كانفلاق البحر والغمام والمن والسّلوى وانفجار الحجر ورفع الطّور ومن خلال التّوراة والألواح، أنّي: للتوكيد، رسول الله إليكم: خاصة (أيْ: لبني إسرائيل).
﴿فَلَمَّا زَاغُوا﴾: الفاء للترتيب والتّعقيب، زاغوا: من الزّيغ وهو الميل عن اتِّباع الحق إلى اتِّباع الباطل، زاغوا عن الإيمان وانصرفوا عنه إلى ارتكاب المعاصي والآثام وقتل الكثير من الأنبياء. وزاغوا مأخوذة من زيغ الأسنان أيْ: ميل بعضها عن بعض والحاجة إلى تقويمها.
﴿أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾: أيْ: تركهم في ريبهم يتردَّدون ولم يهدهم.
﴿وَاللَّهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾: جمع فاسق وهو الخارج عن طاعة الله والدّين، واتباع طريق الفسق والضّلال والثّبات عليه بدلاً من طريق الطّاعة والهداية والتزام منهج الله والذهاب بعيداً في طريق الضلال، ولم يعد هناك أيُّ أمل في عودته، فالله سبحانه يتركه وشأنه، وما اختار لنفسه من الفسق، والزيغ ارجع إلى الآية (٢٦) من سورة البقرة لمزيد من البيان.