عاهد كفار قريش يوم الحديبية جاءه نساء من المؤمنات يردن الهجرة، فأنزل الله فيهن هذه الآية.
﴿إِذَا﴾: شرطية ظرفية تدل على حتمية الحدوث، أي: سيأتيكم المؤمنات.
﴿جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ﴾: الهجرة في اللغة: الخروج من أرض إلى أرض، وفي الشرع: الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام، أو الهجرة من أرض السوء إلى أرض الصلاح.
﴿فَامْتَحِنُوهُنَّ﴾: الامتحان: الاختبار لمعرفة سبب هجرتهن، امتحنوا إيمانهن: لتعلموا هل هن راغبات في الإسلام وحباً في الله تعالى ورسوله أم هنَّ هاربات من أزواجهنَّ طمعاً في دنيا أو غيره من النوايا.
﴿اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ﴾: جملة اعتراضية، أي: اعلموا أنه يكفي لكم العلم الظّاهر، أما العلم الحقيقي أو الباطن أو النوايا فليس مطلوباً منكم أن تعلموا أسرارهنَّ ونواياهنَّ.
﴿فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ﴾: الكفار جمع كافر (الكفر المضاد للإيمان) وفيها مبالغة والكفار أكثر من الكافرين، وتعني: عموم الكافرين وتعني: الحدث أو الاسم (الكفر) والكافرين يغلب عليها فعل الكفر. وعلل عدم رجوعهنَّ إلى أزواجهنَّ الكفار لا هنَّ حلٌّ لهم ولا هم يحلُّون لهنَّ.
والسّؤال: لماذا غيَّر صيغة من ﴿لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ﴾ (حين ذكر النساء)، وقال