للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو مساواة شيء مشاهد أو محسوس إلى الوصول إلى أمر لم يكن متوقع أو منتظر؛ يا أولي الأبصار، يا أصحاب العقول، أي: البصائر أو ذوي البصيرة، كيف أخرج الله سبحانه بني النضير من ديارهم وهزمهم على يد المؤمنين الذين لا زلت جراحهم تنزف دماً من الهزيمة في معركة أُحد. ارجع إلى سورة آل عمران آية (١٣) لمزيد من البيان في أولي الأبصار.

سورة الحشر [٥٩: ٣]

﴿وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِى الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِى الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ﴾:

﴿وَلَوْلَا﴾: الواو استئنافية، لولا شرطية.

﴿أَنْ﴾: حرف مصدري يفيد التّعليل والتّوكيد.

﴿كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ﴾: كتب: قضى وحكم أو فرض، وكتب أبلغ من فرض عليهم الجلاء من المدينة، أي: الخروج الجماعي من المدينة مع الأهل والولد خوفاً، وهناك فرق بين الجلاء والإخراج؛ أما الإخراج: فهو الخروج الذي قد يكون لواحد أو جماعة مع بقاء الأهل والولد. والجلاء: يشمل الأهل والأولاد، والجلاء: مصدر لفعل جلا.

﴿لَعَذَّبَهُمْ﴾: اللام لام التّعليل والتّوكيد واقعة في جواب الشّرط.

﴿فِى الدُّنْيَا﴾: بالقتل والسّبي والفقر والمرض أو غيرها.

﴿وَلَهُمْ﴾: اللام لام الاختصاص والاستحقاق.

﴿فِى الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ﴾: أيْ: وإن نجوا من عذاب الدّنيا بأن أجلوا من ديارهم من دون قتل وتشريد، فلن ينجوا في الآخرة من عذاب النّار بسبب نقضهم ميثاقهم وعهودهم ومحاربتهم لرسول الله .

<<  <  ج: ص:  >  >>