﴿يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾: بما عملوا في الدّنيا من النّجوى وغيرها من الأقوال والأفعال.
﴿إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ﴾: إنّ للتوكيد، بكلّ: الباء للإلصاق، شيء عليم: عليم: صيغة مبالغة؛ أي: كثير العلم؛ أي: سبحانه مطّلع على بواطن الأمور وظواهرها لا تخفى عليه خافية في السّموات ولا في الأرض، أحاط علمه بخلقه وكونه فلا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السّموات ولا في الأرض.
وأمّا الفرق بين النّجوى والسّر: فالسّر هو تكتّمه في نفسك ولا تُطلع عليه أحداً.
﴿إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى﴾: قيل: هم اليهود والمنافقون فقد كانوا يتناجون بينهم سراً للتآمر على المسلمين؛ لإيقاع الرّيبة في قلوبهم، فنهاهم رسول الله ﷺ عن النّجوى.
﴿ثُمَّ﴾: ثمّ لتباين الدّرجة لمن نُهي عن النّجوى لأوّل مرة وبين من نُهي عنها، ثمّ عاد إلى التّناجي ولم يطع الله ورسوله ﷺ فالإثم أكبر.
﴿يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ﴾: يعودون عمداً إلى التناجي وعدم السّماع لأمر رسول الله ﷺ بعدم التّناجي، ويعودون: تدل على التّكرار والتّجدد.
﴿وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ﴾: الإثم في اللغة: التقصير، والإثم: هو الذنب الذي