للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للتوكيد وفصل كل منهما عن الآخر أو كلاهما معاً، ومن الأشياء التي يعلمها سبحانه السّر والنّجوى.

﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَّجْوَى﴾: ما النّافية، يكون من نجوى: من استغراقية، نجوى: تعريفها: هي حديث السّر أو الخفي بين اثنين أو أكثر بحيث لا يسمعهم البقية ممن هم حاضرو مجلسهم، مثال: هناك ثلاثة أفراد يتناجى اثنان دون الثّالث؛ أي: ألغوه من المشاركة فكأنّك ترفع من تناجي عن غيره، لأنّ النّجوى أصلها الرّفعة ومشتقة من النّجوة من الأرض (أي الأرض المرتفعة) أو أصلها البعد؛ لأنّ القريب يصعب عليه سماع الكلام فكأنّه صار بعيداً. ولنعلم أن السر أعم من النجوى، وأشد خفاء من النجوى؛ لأن النجوى قد يطلع عليها عدة أفراد، أما السر لا يعلم به إلا صاحبه، والله يعلم بكل شيء النجوى والسر وما هو أخفى من السر.

﴿ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ﴾: والنّجوى لكي تحصل لابدّ من ثلاثة على الأقل، اثنان يتناجيان والثّالث محروم من النّجوى، (المشاركة في الحديث) أو سماعه، إلا: أداة حصر، هو: تعود على الله سبحانه واجب الوجود، وهو رابعهم، يسمع ويرى كل ما يحدث.

﴿وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ﴾.

﴿وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ﴾: أدنى من ثلاثة اثنين ولا أدنى من خمسة؛ أي: ثلاثة أو أربعة.

﴿وَلَا أَكْثَرَ﴾: من ثلاثة؛ أي: أربعة أو خمسة أو أكثر.

﴿إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ﴾: سبحانه معهم بعلمه وقدرته، ولا تعني بذاته، أينما كانوا.

﴿ثُمَّ﴾: للترتيب والتّراخي.

<<  <  ج: ص:  >  >>