المناسبة: بعد ذكر الظّهار وأحكامه يُبيّن وعيده للذين يحادُّون الله سبحانه ورسوله ﷺ.
﴿إِنَّ الَّذِينَ﴾: للتوكيد، الذين: اسم موصول يفيد الذّم والتّحقير.
﴿يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾: يكون في حدٍّ والله ورسوله في حدٍّ يخالف الحدّ الآخر؛ أي: يعادون دين الله وشرعه، وسنّة رسوله، ويخالفون أوامر الله ورسوله، وكذلك يحادّون المؤمنين وأولياء الله تعالى، ويحادّون: فيها نون التّوكيد وبصيغة المضارع: لتدلّ على التّجدد والتّكرار.
﴿كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾: أي الكبت هو الإذلال والإهانة؛ أي: خُذِلوا، ولها معانٍ أخرى مثل: الخزي والذّل والهزيمة، وأن يُصرعوا على وجوههم وهم ما زالوا في الدّنيا، وأصلها: أن يصابوا في أكبادهم بالحزن والغيظ، كما كبت الذين كفروا من قبلهم من الأمم السّابقة، وجاء بصيغة الماضي (كبتوا): لتحقق وقوع الكبت، وكأنه حدث وانتهى.
﴿وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ﴾: الواو الحالية تفيد التّوكيد، قد للتحقيق، أنزلنا آيات بينات: أي آيات القرآن الدّالة على صدق الرّسول ﷺ وما جاء به؛ أنزلنا: