للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الذين يحادُّون الله ورسوله؛ فهؤلاء كبتوا، والكبت يعني: الذل والإهانة فناسبهم العذاب المهين، فهذا وعيد للكافرين عذاب أليم ومهين.

سورة المجادلة [٥٨: ٥]

﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾:

المناسبة: بعد ذكر الظّهار وأحكامه يُبيّن وعيده للذين يحادُّون الله سبحانه ورسوله .

﴿إِنَّ الَّذِينَ﴾: للتوكيد، الذين: اسم موصول يفيد الذّم والتّحقير.

﴿يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾: يكون في حدٍّ والله ورسوله في حدٍّ يخالف الحدّ الآخر؛ أي: يعادون دين الله وشرعه، وسنّة رسوله، ويخالفون أوامر الله ورسوله، وكذلك يحادّون المؤمنين وأولياء الله تعالى، ويحادّون: فيها نون التّوكيد وبصيغة المضارع: لتدلّ على التّجدد والتّكرار.

﴿كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾: أي الكبت هو الإذلال والإهانة؛ أي: خُذِلوا، ولها معانٍ أخرى مثل: الخزي والذّل والهزيمة، وأن يُصرعوا على وجوههم وهم ما زالوا في الدّنيا، وأصلها: أن يصابوا في أكبادهم بالحزن والغيظ، كما كبت الذين كفروا من قبلهم من الأمم السّابقة، وجاء بصيغة الماضي (كبتوا): لتحقق وقوع الكبت، وكأنه حدث وانتهى.

﴿وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ﴾: الواو الحالية تفيد التّوكيد، قد للتحقيق، أنزلنا آيات بينات: أي آيات القرآن الدّالة على صدق الرّسول وما جاء به؛ أنزلنا:

<<  <  ج: ص:  >  >>