أسباب النّزول: هناك من المفسرين من يقول: إنّ هذه الآية نزلت تحضّ الذين آمنوا من أهل الكتاب، وتحضّ الذين آمنوا من المسلمين على التّقوى والإيمان بالرّسول ﷺ.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾: نداء جديد للذين آمنوا بتكليف جديد أو أمر جديد.
﴿اتَّقُوا اللَّهَ﴾: من التقوى: وهي امتثال أوامر الله وطاعته، وتجنّب نواهيه؛ لكي نتجنّب غضبه وسخطه وناره، أو استقيموا على تقوى الله والإيمان بوحدانيته.
﴿وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ﴾: محمّد ﷺ؛ أي: صدّقوا رسوله. وقيل: الخطاب إلى مؤمني أهل الكتاب (اليهود والنّصارى) للإيمان بمحمّد ﷺ.
﴿يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَّحْمَتِهِ﴾: الكفل: هو المثل أو النّصيب وقد يكون في الخير أو الشر، كفلين: نصيبين.
﴿وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ﴾:(في الآخرة) ولم يقل تمشون به في النّاس؛ لأنّ ذلك يعني في الدّنيا كما في قوله تعالى في الآية (١٢٢) في سورة الأنعام: ﴿وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِى بِهِ فِى النَّاسِ﴾.
﴿وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾: ذنوبكم كاملة، ولم يقل من ذنوبكم؛ أي: بعض ذنوبكم أو ما أسلفتم من الذّنوب، والغفر؛ أي: الستر (ترك العقاب).